القاهرة 02 يوليو 2024 الساعة 01:44 م
كتب: صلاح صيام
بطل آخر من شهداء القوات المسلحة المصرية، الذين كان لهم دور كبير في حرب 73، بطولته دفعت الرئيس السادات لمنحه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى بعد انتهاء الحرب، ولم لا وقد شارك في أهم وأصعب فترات حرب أكتوبر المجيدة، عندما منع برفقة زملائه العدو بقيادة شارون من احتلال مدينة الاسماعيلية.
الشهيد البطل الرائد مبارك عبد المتجلي من مواليد 1946 من أبناء محافظة الإسكندرية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق على الفور بالكلية الحربية، ومنها انضم إلى وحدات المشاة، ومنها إلى مدرسة الصاعقة التي أصبح فيها معلما، والتحق بالمجموعة 139 قتال التابعة للصاعقة، وكان لاعبا في فريق كرة السلة في أوائل السبعينيات قبل الحرب.
مثل زملائه من الضباط والجنود، كان الشهيد مبارك عبد المتجلي ينتظر بفارغ الصبر قرار العبور ورد الكرامة واسترداد الأرض، وهو ما حدث بالفعل وقررت القيادة السياسية شن ضربات ضد العدو الإسرائيلي، وفي صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 صدرت الأوامر إلى بعض عناصر الصاعقة بعبور قناة السويس للقيام بعملية جزئية خلف خطوط القوات الإسرائيلية.
شارك البطل الشهيد مبارك عبد المتجلي ومجموعته في هذه العملية، التى بدأت قبل القرار الرسمي للعبور، وكان الهدف منها شل حركة إمداد العدو الإسرائيلي من الداخل، وهو ما حدث بالفعل وتم تنفيذ المهمة بنجاح وكبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، ولكن شهية الأبطال كانت ما تزال مفتوحة لتلقين العدو درسا لن ينساه.
أوامر جديدة للشهيد البطل مبارك عبد المتجلي، صدرت من القيادة العسكرية، والتي أثلجت صدور القائد الشهيد ومجموعته، وذلك عقب عبور قواتنا للضفة الشرقية من قناة السويس، وبدء الحرب فعليا على الجبهات، وكانت الأوامر تتمثل في التحرك والعبور إلى منطقة العمليات في جنوب سيناء لتعطيل احتياطيات القوات الإسرائيلية، ومنعها من الاستنجاد بالقوات المتمركزة في شمال سيناء.
لم يخيب الشهيد مبارك عبد المتجلي ومجموعته ظن رؤسائهم، حيث نفذوا المطلوب منهم بكل براعة وحرفية، وعملوا على فتح جبهة جديدة تشغل القوات الإسرائيلية المتمركزة في الجنوب عن المعركة الرئيسية، وعملوا على إزعاجهم واستطاعوا زرع الألغام ونصب الكمائن ونسف خطوط مواصلات العدو، وتمكن البطل ومجموعته من السيطرة على جميع المناطق والطرق.
ومن أبرز القصص عن المعارك التي خاضها الشهيد، كانت نجاحه في إبادة قوة كاملة من الطيارين الإسرائيليين، حيث علم بتقدم قوة تضم سيارات تحمل مجموعة من العسكريين تتقدمهم عربة جيب، وأغلبهم يرتدون زي الطيارين على الطريق المؤدي إلى شمال الجباسات، في طريقهم إلى مطار العريش.
أصدر الشهيد مبارك عبد المتجلي أوامره إلى جنوده بعدم التعامل مع السيارات إلا بعد دخولها منطقة الكمين حتى يكون القصف عنيف، وبعد دخول السيارات منطقة الكمين تعامل الأبطال مع السيارات فدمرت تماما وقتل كل من فيها، وأيضا كلف الشهيد بالتوجه إلى منطقة الجناين لحماية الإسماعيلية من الهجوم المضاد.
وفي التاسع عشر من أكتوبر 1973 تمركز البطل مع إحدى كتائب القوات الخاصة في منطقة أبو عطوة، وفجأة تحرك العدو بقوة تقدر بثلاث دبابات ومثلها من العربات نصف المجنزرة والمحملة بالأفراد إلى جانب المشاة المترجلين، فانقض عليهم الأبطال وتم تدمير جميع معدات العدو وفر من تبقى منهم فطردهم البطل واستطاع أن يقتلهم جميعا.
كان الشهيد مبارك عبد المتجلي واحدا من الأبطال الذين كبدوا العدو خسائر فادحة، ولم يكن التخلص منه بالأمر السهل إلا غدرا كما هو معروف عن العدو الصهيوني، وصدرت أوامر وطلب منهم البقاء واحتلال منطقة محطة تنقية المياه، لمنع العدو إذا حاول الالتفاف على القوات، ولم يتردد فرد في الاستجابة للطلب بدافع روح الانتماء والفداء.
وبعد توزيع القوات جلس الرائد مبارك عبد المتجلي يناقش بعض الأمور مع زملائه، وإذا بطلقة لعينة غادرة تخترق صدره، وتلامس المصحف الصغير في جيبه لينال الشهادة في هذا المكان، وحمل الرجال على أكتافهم جثمان الشهيد وتم إخلاؤه من المنطقة، ولكن في النهاية تحطمت آمال إيريل شارون في إسقاط مدينة الإسماعيلية وتطويق الجيش الثاني، بفضل كفاح الأبطال ودماء الشهداء ودبابات العدو رابضة في موقعها في قرية أبو عطوة شاهدة على بسالة رجال الصاعقة الذين سطروا بفضل الله هذا النصر العظيم.
|