القاهرة 25 يونيو 2024 الساعة 10:10 ص
شعر: حسين القباحي
كأميرةٍ
فَرَّتْ من الأحلامِ و الفَوضى
تلاحِقُها الغُيوم
وتصطفيها الريحُ
كي تلقي بها على الأشجارِ
و الطرقِ البعيدةِ
و البيوت
ألقتْ خمائِلَها على شَفَتِي
و أرْخَتْ ما تَبَقى
كي تُكاشفَ ما تناثرَ في كلامِ الناسِ
أو بهاءِ الصمتِ
من لغَطٍ و ثَرْثرةٍ حَرام
لم تكن تدري
هبوطًا أم صعوداً
تستطيعُ
و لا تمانعُ إنْ رأتْ يوماً خيالاً
أن تعانقَه
و تمضي حيثُ ترقصُ
و المَجرَّاتُ اشتهاءَ عناقِها
أبداً تهرولُ في مداراتٍ جديدة ..
هل أُسمِّيها نهارًا قادمًا
و شُروحَ ما دفَنَتْه في ألواحِها
الأممُ التي مرَّت
و لم تعْلَقْ بها الأدرانُ
و الماءُ استفاقَ
لمَّا أيقظته
"كنتُ وحدي و الخرائطُ غائباتٌ و يداي تنتقلان من بلدٍ إلى بلدٍ
و تحترفان بعثرةَ السُهولِ ومَحْوَ ما تزهو به الصحراء"
_ هكذا كانت تقولُ لأهلِها _
"و كنت إنْ ثقلتْ على شفتي الحروفُ
أشدو
أو أزغردُ غيرَ عابئةٍ بطوفانِ الغرائزِ حين تعلو
أو بثرثرةِ الحشود"
قادمةً من الأحلامِ تكسوها الفضيلةُ
و المواسمُ و المواويلُ العتيقةُ
تشتهيها
غيرَ أنَّ في دَمِها اشتعالًا
ليس يكفي
للفرارِ إلى الحصون ..
لن تصيرَ الأرضُ أرضاً
و الجنودُ مكبلون بحلمِ سيِّدِهم
و زهوِ القادةِ العميانِ
في وهجِ الحروب..
علَّمتْنا لحظةُ العصفِ التي طالتْ
و قسوةُ القصفِ
_ الذي طالَ العظام _
برودةَ الأطرافِ
/ تسلُّلَ القتلى إلى الطُرُقاتِ فجراً
و الصلاةَ على عجل
تجيءُ مقصلةٌ
و أسئلةٌ تُواقِعُ سائليها
في زحام مهاجرين
و تكتسي الترتيلَ
أبواقُ الخطايا و البُروق
يمكنُ وحدَه الصمتُ المراوغُ
يرتضي حججَ البراءةِ و الخجل
وشمةٌ بيضاءُ ترصدُ بابَها
و برودةُ الحيطانِ
وهي تنوءُ بالشَهْواتِ
لا تكفي لتختصرَ القُرى أحزانَها
وتقوم ..
فلربما تنْسَلُّ من أحجارِها
و تبيتُ سيدةً
حَواليْها تطوفُ الكائناتُ
الشموسُ تزُفُّها للعاشِقين
كي تؤكدَ أنها الأنثى / البلادُ / الأرضُ / المعجزاتُ / الريحُ /
مضمونُ الحَكايا / الضوءُ / الأناشيدُ
/ الخرافةُ و اليقين ..
|