القاهرة 04 يونيو 2024 الساعة 11:21 ص
حوار: سماح ممدوح حسن
عادة ما تشارك الأفلام المصنوعة فى عواصم الدول فى المهرجانات السنيمائية الدولية، لكن قليلا ما نرى وصول فيلم خرج من مدينة صغير فى إقليم وسط الصعيد المصري إلى مهرجان دولي. وهذا ما حدث مع صناع فيلم "اختفاء السيدة نون" الفيلم المشارك فى الدورة ال12 من مهرجان الداخلة بالمغرب، سيناريو وإخراج مينا يسري. وتنطلق فاعليات المهرجان من 3 إلى 9 يونيو الجارى .
وعن الفيلم أجرينا حوارا مع صانع العمل المخرج والسيناريست"مينا يسري"..
-
فى البداية مباركة هذه الخطوة التى نستطيع أن نعتبرها خطوة كبيرة فى مشوارك الفني، ولو بإمكانك أن تحكي لنا عما تدور أحداث الفيلم؟
تدور أحداث الفيلم فى عدة مسارات، مسار عن قصة صناعة الفيلم نفسه، أنا أثناء صناعة الفيلم والأحداث التى وقعت خلال هذا الوقت. ومسار آخر عن بطل الفيلم الذى يريد الهروب من الصعيد إلى القاهرة العاصمة. وهذا البطل يعمل مصور ويحاول العمل على مشروع يستطيع من خلاله الهرب إلى العاصمة، وبالفعل يجد الخيط الأول لمشروعه، عندما عثر على صورة سيدة فى مقنيات جده القديمة ولم يكن يعرف من تكون السيدة ويبدأ بالبحث والسؤال عنها ويقرر أنها مشروعه القادم ويصنع عنها فيلم، لكن عندما يتورط أكثر فى الأحداث ويعرف قصتها فسوف تنعكس هذه القصة عليه هو شخصيا ولا يكمل المشروع، وفى الوقت نفسه أنا لا أكمل، كصانع العمل، الفيلم. لذا نستطيع القول أن الفيلم عناصر غير مكتملة، قصة البطل نفسه عمل غير مكتمل للأسباب التى تظهر فى الفيلم دراميا المتعلقة بقصة السيدة والفيلم نفسه. وبالمناسبة جزء كبير من القصة حدث فى الواقع.
الأساس الذي أخذت عنه هذه القصة هي قصة"امرأة"، قصة قصيرة من تأليف محمد مستجاب" وبعدما قرأت القصة قررت أن أحولها إلى عمل سنيمائي، فيلم روائي قصير وهو الذى شاركنا به فى المهرجان. ولذا عندما أنتجنا الفيلم أهديته للكاتب الراحل محمد مستجاب، لتأثري به وحبي لنوعية الادب التى يكتبها وبالتأكيد إعجابي بالفكرة المركزية التى اقتبسنا عنها الفيلم.
-
هل أنتج الفيلم بأموال رعاة من محبي السنيما الآخذين على عواتقهم تنمية وتشجيع المواهب الشابة، أم هو كأغلب الإنتاج السنيمائي الذى يُنتج بتمويل شخصي من صناع العمل؟
يعتبر الفيلم ميزانية منخفضة جدا، وموّل الفيلم أو أنتجه "مختبر مجراية للفيلم" وهو المختبر أو أحد مشروعات مؤسسة مجراية والذى أقيم خصيصا لتطوير مشروعات الأفلام من أول الفكرة عن طريق ورش وتدريبات مع متخصصين لتدريس عناصر صناعة الأفلام، حتى يكتمل الفيلم على الورق ويكون جاهزًا للتنفيذ. أما المنهجية المتبعة فى هذا المختبر، هو تنفيذ مشروعات لها علاقة بالصعيد بشكل أو باخر وفى نفس الوقت تكون تكلفتها قليلة لا تحتاج لعناصر استثنائية أو صعبة للتنفيذ حتى نستطيع تنفيذها فى البيئة المحلية هنا فى ملوى أو المنيا حيث لا توجد شركات إنتاج أو استديوهات أو معدات وخبرات تقنية، لذا فنحن نحاول اللعب على هذه الخيوط الواقعية لإنتاج فيلم يكون ابن لهذه البيئة ويعبر عن أفكار وهموم صانع الفيلم.
وفيلم اختفاء السيدة نون، واحد من هذه المشروعات التى رغم أنى مدير أحد مشروعات هذه المؤسسة إلا أنى أيضا أحد طلبة ورش تدريب السنيما فى هذا المختبر وهى الفرصة التى أتاحها وجود المتخصصين فى هذا المختبر. ولم يكن هذا هو المشروع الأول ولا الوحيد، فقد أنتج المختبر فيلمين سابقاً، والآن نعمل على مشروعات إضافية قيد التنفيذ. بالإضافة إلى أن مختبر مجراية للفيلم آخذ في التوسع، حتى يتثى ضم عدد أكبر من المتدربين على صناعة الأفلام وإنتاج عدد أكبر من المشروعات السنيمائية.
هناك ميزة من مسألة الميزانية المنخفضة لصناعة الأفلام، وهو إتاحة الفرصة لتطوير مجتمع صغير من السنيمائين هنا فى الصعيد بما أنه لا يوجد ما نطلق عليه مجتمعا سنيمائيًا هنا فى الصعيد مثل القاهرة او الإسكندرية أو المحافظات الكبيرة لذا نحاول تكوين ما يشبه طليعة هذا المجتمع السنيمائي، ممن يعملون فى أفلام بعضهم البعض، فأنا مخرج فى فيلمي وكاتب السيناريو، لكنى منتج فى فيلم صديق آخر والذى يعمل مصور فى فيلمي، وهكذا. وهو الأمر الذى يطور مهارتنا وإبداعاتنا وهو الأمر الذى يخرج أعمالا غير تقليدية.
-
لماذا مهرجان الفيلم بالداخلة؟ أقصد هل دعيتم أم أنكم فقط قدمتم المشروع وقُبل؟
عرفت المهرجان من المخرج محمود لطفي، مخرج ومنتج وهو صديق وهو من رشح الفكرة برمتها وشجعني على التقدم للمهرجان بهذا الفيلم. ولذا تقدمنا بالفيلم وقُبل ودخل المسابقة الرسمية.
-
هل تنوون المشاركة بالفيلم فى مهرجانات دولية أخرى؟
بالفعل ننوي المشاركة فى الكثير من المهرجانات ونركز الآن بشكل خاص على العرض العالمي الاول للفيلم فى المغرب، وأيضا نركز على المشاركة ضمن مهرجانات أخرى فى مصر والتى سيفتح باب المشاركة فيها قريبا ونخطط للاشتراك فيها وهو ما سيمنحنا فرصة أكبر ليس فقط بالمشاركة مع المشاهدين المصرين لكن أيضا سيمنحنا فرصة التواصل مع صناع أفلام هواة ومبتدئين ممن لديهم مشروعات يودون المشاركة بها فى مختبرنا.
-
ما هو المشروع القادم لمخرج"اختفاء السيدة ن" مينا يسري؟
المشروع القادم أيضا فيلم روائي قصير، لكن ما زلنا فى مرحلة السيناريو، وهو من تأليفي وسيكون أيضا من إخراجي، وعلى الأغلب سيكون هناك تعاون فى الإنتاج مع أطراف جديدة ليس مختبر مجراية فقط، أيضا المشروع يحتاج بعض التحدي لحاجته لبعض الخبرات.
والفيلم باختصار شديد يتحدث عن شاب وعلاقته بأمه وهى علاقة نستطيع أن نقول إنها سامة وهذه العلاقة هي دافعه لجميع تصرفاته، ويحاول بطل الفيلم أن يكون بطلا مسرحيًا وسنرى الأمور التى يمر بهذا ليكون هذا البطل. وسوف يُصور الفيلم فى المنيا أيضا، وهذا يعتبر الفيلم الروائي الثاني لي. والفيلم الأول كان تسجيلى والذى تحدث عن أزمة دور العرض فى الصعيد.
"مينا يسري" هو صانع أفلام ومبرمج ومدير ثقافي وفني، مؤسس ومدير لمؤسسة مجراية للتدريب وتطوير الفنون بملوي بالمنيا، مهتم بإدارة وبرمجة عروض الأفلام عبر الشاشات البديلة في صعيد مصر، قام بصناعة فيلمه الأول عام 2019 وهو فيلم تسجيلي قصير شارك في العديد من المهرجانات وبرامج العروض في مصر وتونس وفلسطين، مهتم بعلاقة الأنسان بالمدن خارج المركزية وخارج المراكز الحضرية الكبيرة، وبالتقاطع ما بين الذاكرة الفردية والجماعية. قام بصناعة ثلاثة أفلام قصيرة.
|