القاهرة 28 مايو 2024 الساعة 09:35 ص
كتبت: سماح ممدوح حسن
استكمالا لدور المؤسسة الثقافية "مجراية"، بمدينة ملوى بمحافظة المنيا، فى كتابة سطر جديد فى مسيرتها التى تهدف إلى تنشئة وتعريف جيل جديد من الأطفال فى صعيد مصر على معنى الثقافة بوسائل مختلفة، أقامت المؤسسة ورشة تحليل درامي لأعمال الكاتب الفرنسي الشهير"شارل بيرو" للأطفال.
وتهدف هذه الورشة إلى خلق نظرة معاصرة لأعمال الكاتب، من خلال أشهر قصصه، لأطفالٍ ربما عرفوا القصص جيدًا وسمعوها كثيراً لكن ربما لم يكن يعرف الكثيرون منهم من الذى كتبها. وقد اختار المشاركون العمل على قصتين بالتحديد هما "سندريلا، وذات الرداء الأحمر". بالإضافة إلى تناول القصة الخرافية التراثية المصرية "أبو رجل مسلوخة".
وفى حديث خاص بمجلة مصر المحروسة، قال الكاتب والمؤسس حمادة زيدان: "إن السبب الذى دفعهم إلى فكرة إقامة ورشة تحليل لنصوص شارل بيرو بالتحديد، هو لتأثيره المباشر على كل الأجيال تقريبا، تأثيره المستمر على جيلنا والأجيال الأصغر والأصغر، وقد أحببنا صياغة قصصه بشكل أكثر معاصرة، ولم نستغن فى هذه الورشة عن الجو الخرافى الذى دارت فيه قصصه وأحببنا أن نرفقها بالحكايات الخرافية التراثية المصرية المتوارثة".
استمرت الورشة طوال أربعة أيام شارك فيها الأطفال كفاعلين ومفكرين ليسوا فقط متلقين، حيث شاركوا بأرائهم عما طرح عليهم من أفكار واستفسارات تستدعي التخيّل فى "ماذا لو..." وذلك عندما طرح مشرفي الورشة سؤال عن ماذا لو حدث عكس كل شيء يسمعونه فى القصة.
بدأت ورشة العمل بتعريف فن الخرافة، وإلقاء الضوء على الخرافات المصرية، مثل التوأم السارح، أو أبو رجل مسلوخة، وغيرها من الخرافات المصرية. تهتم ورشة العمل في البداية بالبحث وتحليل تلك الخرافات، وإلقاء الضوء على أصل تلك الخرافات، وتحليل الشخصيات فيها بهدف تعريف المشاركين بفن تحليل الشخصيات".
وأضاف: "وفي أيام الورشة التالية قام المشاركون بتحليل شخصيات من عالم، شارل بيرو، وقد طرح مشرفو الورشة، أسئلة افتراضية على المشاركين مثل ماذا لو كانت زوجة الأب في قصة سندريلا طيبة القلب؟ وهل الزواج هو نهاية النجاح بالنسبة للفتيات؟ وماذا لو كانت ذات الرداء الأحمر أو سندريلا تعيشان في وقتنا الحالي؟ بل في مدينتنا ملوي؟ كيف ستدور أحداث القصة بمعطياتها الجديدة؟ وأخيراً ماذا لو حدثت مقابلة مثيرة ما بين شخصيات بيرو والخرافات المصرية؟".
وعن سؤالي عن موقف أولياء الأمور من مشاركة أبنائهم فى الورشة، أجاب زيدان: "المفاجأة أن أولياء الأمور تحولوا لمشاركين في الورشة وكانوا يساعدوننا في كل التفاصيل وكانوا يفكرون مع الأولاد وينشطون ذاكرتهم وخيالهم".
وعما إذا كان المشرفون على الورشة لاحظوا تأثيرًا سلبيًا على الأطفال من هذه الحكايات، أو أنهم التقطوا حساً نقدياً لدى بعض الأطفال إن كان أحدهم مثلا استنكر موقفا أو تصرف أحد شخصيات الحكاية، قال المؤسس: "على الرغم من ارتباط بكل الأجيال إلا أنها غير متوافقة مع جيل الأيباد حاليا، فمثلاً علاقة سندريلا بزوجة أبيها كانت مسيطرة جداً على عقول الأولاد وكأن كل زوجات الأب أشرار ومؤذيون، ولكن بعد تحليل الشخصيات أصبحت زوجة الأب صديقة لسندريلا والخلاف الذي كان بينهما أن سندريلا كانت تحس بقسوة معاملة زوجة أبيها رغم أنها تعاملها هي وبناتها بنفس المعاملة لأنها أم ل 3 بنات".
وأضاف: "في القصة الجديدة رسخنا لبداية العلاقة عن طريق أسطورة التوأم السارح بحيث تصبح أختي سندريلا تسرحان وهما أطفال، كما كانت سندريلا تتنمر عليهما بسبب الجروح التي تصابان بها، وعندما كبرن أحست بالندم وكانت تحاول إرضاءهما، والأمير في قصتنا الجديدة أصبح صديقا لأختها وهو أعحب بسندريلا ولكنها قررت أن يكونا أصدقاء فقط".
بعد الأيام التى شارك فيها الأطفال بأرائهم حول الموضوع الذى تناولوه بالنقاش والتحليل والتفكير والتخيّل، كان لا بد من نتيجة بديعة من هذه المقدمة الرائعة، وبالفعل أتت ورشة العمل بثمارها عندما كتب الأطفال المشاركون ثلاث حكايات جديدة تولدت أفكارها من امتزاج حكي خرافة قديمة لجيل معاصر، أدامتزاج الخيال الغربي العالمي بالخيال المصري المحلي. تلك الحكايات هى"سندريلا والتؤام السارح، وجيجي وأبو رجل مسلوخة، وفتاة الألعاب والنداهة"، وسوف تُحوّل تلك الأعمال إلى مسرحيات خلال الأسابيع القادمة وستعرض على مسرح مجراية، كما صرّح لنا المؤسس.
تأتي ورشة العمل ضمن تعاون ما بين مؤسسة مجراية والمعهد الثقافي الفرنسي بالقاهرة.
|