القاهرة 14 مايو 2024 الساعة 12:59 م
كتب: أكرم مصطفى
هل يمكن لعمل درامي تلفزيوني أن يحفز باحثًا على تأليف كتاب عن هذا العمل؟ هذا ما فعله مسلسل "رسالة الإمام" الذي عرض في موسم 2023 في مصر، وتناول سيرة الإمام الشافعي، ولكثرة ردود الأفعال حوله ما بين متحمس للعمل ومنتقدٍ له قام الباحث المصري محمد الشبراوي بتأليف كتاب بعنوان "رسالة الإمام.. التاريخ والدراما في منصات التواصل" وقد صدر عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان.
وقد حاول الشبراوي أن يتناول بالنقد والتحليل عناصر هذا العمل الدرامي، مبينا أهميته، ومنطلقا من مقولة للفيلسوف الألماني نيتشه يقول فيها «إننا نميل إلى تشكيل الأشياء وإعادة تشكيلها لندرك عالمًا من صنعنا».
كان المسلسل قد تناول السّنوات الأخيرة من حياة الإمام الشّافعيّ، مثيرًا جملة من القضايا والقضايا الإسقاطيّة، انطلاقًا من أن المرء لا ينفصل عن ذاته ومجتمعه، وتأسيسًا على قاعدة «عندما أكتب عن الآخرين، فأنا أكتب عن نفسي». روّج العمل لأخلاق التّسامح والحوار والجدال بالّتي هي أحسن، وغيرها من الخصال الحميدة، ولأنه جهد بشريّ فكان من الطّبيعيّ أن يقع السّهو والخطأ والخلط فيه أحيانًا.
ويشير المؤلف إلى أن بعض تلك الأخطاء كان بالإمكان تداركه، لا سيّما أن العمل يضمّ عددًا من البّحاث والمراجعين والمدقّقين، بعض تلك الأخطاء محل جدل تاريخيّ غير محسوم، وبعضها مبالغ فيه. ويلفت الكاتب الانتباه إلى ثنائيّة أخرى مرتبطة بالعمل، وهي ثنائية المادحين/القادحين؛ ففريق يرى العمل ركب جناحي نعامة في سوق الدّراما التّاريخية، وفريق يراه أسوأ ما أنجبته الدّراما التّاريخية، لكل منهما دوافعه، الصّدام بينهما عبر الفضائيات ومنصّات التّواصل لم ينتهِ بانتهاء الموسم الدّراميّ الرّمضانيّ.
وقد عالج الكاتب المآخذ المشار إليها آنفًا في خمسة فصول؛ الأوّل يتعلق بالمادة الشّعرية، والثّاني يركّز على الفقه، والثّالث - وهو أطولها وأوسعها تناولًا- فيما يرتبط بالمادّة التّاريخيّة، أما الرّابع فيناقش -على عجالة- اللّغة المستخدمة في العمل، بينما يتعرّض الفصل الخامس إلى بعض الأمور ذات الصّلة.
أما باعث العمل وفق الكاتب لم يكن "تعداد العيوب والمثالب، إنما محاولة لاستدراك مثل تلك الهفوات في أعمال إبداعيّة جديدة".
|