القاهرة 12 مايو 2024 الساعة 05:22 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
ها قد تقابلنا من جديد.. عندما يحين موعد اللقاء معك ومع من يتابعنا، أجدني تحمست للكتابة، يسبقني القلم ليكتب لك، ليشاركك ويشاركنا أحداث جسام، قد تكون حزينة، وقد تكون سعيدة، وما بين هذا وذاك، تجدنا نحاول التخطي والتماسك، نتأرجح بسعادة تارة وبحزن تارة أخرى، كعادة كل أيامنا، وحياتنا في المطلق، التي تشرق وتغرب مع كل شمس جديدة وكل ليلة حزينة..
عزيزي عمر خورشيد،،
قرأت مؤخرًا، كتابا راق لي كثيرًا، لعل ما أبهرني حقًا أني رأيت نفسي فيه، بل رأيتنا جميعًا فيه، نفس البدايات، نفس التخوفات والأوهام، نفس العادات والتقاليد، نفس طريقة التعاطي مع المشكلات، بل نفس التفرقة بين الأخوات، نفس النظرة الدونية للمرأة، وأي أحد مختلف سواء في الدين أو اللون، نفس الوجوه السياسية، نفس الإخفاقات الحربية، نفس المأزق والخلط بين الزعيم والإله!
راق لي لأنه يتحدث عن كل شيء وأي شيء، المختلف فقط مكان الرواية وجنسية المؤلف، هل كتب علينا أن تتشابه أقدارنا إلى هذا القدر؟! لا أدري..
يقول كاتب الرواية أن الدولة وهم، وأنها اختراع أوجده السياسيين للسيطرة على كل شيء، وتحت هذا المسمى يستغل كل مسؤول من تحته من إداريين وعمال، ويحاول هؤلاء نيل الرضا والتضحية لآخر رمق، لأنه نائب الدولة أو الإله، فلا يتورعون عن التنازلات المهينة والتضحية بسخاء من أجل نيل رضاه أو الوصول لمطمع ما..!
توقفت أمام هذه الفقرة المهشمة من الرواية، وتذكرت أن الدولة بالنسبة لنا ليست وهم وإنما هي كيان كبير ضخم، حضن كبير يضم الجميع رغم اختلاف كل شيء، نشعر بالفخر عندما يرفع علمها، ويرفرف في سماءها.
عزيزي عمر خورشيد،،
اعتدت أن أخبرك بما استجد من أحداث جسام طيلة أيام الحرب القذرة التي يتعرض لها أخوتنا في قطاع غزة، مر ما يزيد على 200 يوم من حرب الإبادة والقتل والدمار، يبدو أن هناك أمور سيئة تحدث بشكل لا معقول ولا أنساني بالمرة.
فقد سيطر العدو على الشريان الوحيد الذي يمد أخوتنا بالحياة، يبدو أن الأيام القادمة ستشهد تطورا مؤسفا في مسار الحرب..
عزيزي عمر خورشيد،،
كلما شعرت أن الدنيا أدارت ظهرها لي أو لنا في ظل الأجواء المتوترة هذه، أفر إلى دفتر ذكرياتي، استرجع ما بها من أيام جميلة ولحن رصاصتك الذي أحب، ليضيء يومي.. لأبدأ يوم جديد أنت جزء أصيل منه، بلحنك الذي أحبه ويحبه من يحبك مثلي..
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما يكون الحديث عنك أنت أشعر بالسعادة كون هناك من يتذكرك ويحبك مثلي، هناك مثلي كثيرون ممن يتذكرون معزوفاتك وألحانك، يبحثون عن أي جديد يخصك للحديث عنه، ربما أرادوا الشعور بوجودك كعادة كل المحبين بعد الفراق، يطيب لهم الحديث عن الحب والحياة والذكريات، في محاولة للرفض أو الاعتراض على الفراق غير المنطقي بالمرة.
عزيزي عمر خورشيد،،
بدأ الطلبة والطالبات السباق السنوي.. اختبارات نهاية العام.. أجمل أيام العام وأكثرها تميزا، ففيها خوف، وتوتر، وترقب، وحصاد، وسعادة..
أحب هذه الفترة المشحونة من العام بشكل خاص، لما بها من ذكرى خاصة تخص كل مادة دراسية، وكل يوم من أيام تلك الملحمة التعليمية التي تستغرق من عمر كل فرد ما يقارب الخمسة عشر عاما، كلها سعي، وحب، وطيش، وتهور، وتخبط، ونجاح، وحلم..
عزيزي عمر خورشيد،،
في الختام وليس بيننا ختام، كن بخير لأكتب لك...
|