القاهرة 27 ابريل 2024 الساعة 09:29 م
بقلم.. محمد حسن الصيفي
أريد أن أكتب الآن، أقف في المطبخ أعد طعام الغداء، أشعر أنني أريد القول أنها أوحشتني بشدة، أو بالأحرى أن أخبط رأسي في الحائط، أسمع موسيقى فيلم (فوتو كوبي) التي أسمعها بانتظام مؤخرًا مع (بسكاليا) موسيقى فيلم الكيت كات الشهيرة، لسبب مجهول
الكتابة على فيسبوك تؤرقني، فهناك الجميع يوزع رحمات جافة معلبة، وأنا لا أريد استعطاف أحد، أريد فقط الكتابة كعلاج من جرح لن يندمل.
أنت تجلس هنا في إثرها، تتذكر تفاصيل كفها الطيب الحاني، أضحك لأني كنت أستيقظ أضمها إلى قلبي وأُقبل يديها فتنتهي كل مشكلات العالم في لحظة!
والآن؟!
لا أحد يشعر بالنعمة إلا حين يأتي ما يهددها أو ما يذهب بها للأبد
أتصور أنها تجلس هناك في السماوات بالهدوء نفسه والابتسامة القلقة حين كنا نجلس منتظرين دورنا لدى الطبيب.
أفكر في التفاصيل، في لحظات الوداع، في نطقها لاسمي، في لحظات المزاح ولحظات الغضب، أتذكر لحظة ما كانت غاضبة مني، وبعد دقائق أصابها تشنج معتاد لأصابعها فبكت، كانت تجلس وحيدة في البلكونة، شاهدتها من خلف الزجاج، انفطر قلبي، فورًا ذهبت وأحضرت الماء الدافئ وأنجزت المهمة وعادت أصابعها لوضعها الطبيعي، وانسحبت سريعًا إلى غرفتي لأبكي بحرارة، ولازلت حين أذكر هذا الموقف أبكي بنفس الحرارة، رغم أنها كانت راضية عني، وجائتني في الحلم بعد رحيلها بأيام مبتسمة كعادتها وتقول لي لا تحزن، أحاول جاهدًا ألا أحزن، لكن من يملك القدرة ألا يفكر ويحزن ويضربه الحنين إلى مصدر السعادة والبهجة وحب الحياة !
|