القاهرة 14 ابريل 2024 الساعة 04:56 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
ودعنا شهر رمضان المعظم بكل ما به من ترابط أسري، ومحبة، وروحانيات، والتزام، ورغبة في التطهر والثبات على الطاعات، ودعوات صاحبتنا طيلة أيامه الثلاثون. ودعنا أمنيات وأحلام حرصنا أن ندعوها على أمل أن تصيب أبوابه بما بها من سحر ورحمة وبركة ومغفرة، ودعناه بغصة في القلب لأن فرحتنا لا تزال ناقصة، فهناك على الجانب الأخر مازال أشقاءنا يتألمون، يتجرعون كؤوس الحزن والقهر والخزي، ودعناه ونحن نعد للشهر الفضيل من العام القادم، فنحن نحسب أعمارنا من رمضان لرمضان.!
وانتهى العيد بأيامه الثلاثة التي قضيناها ما بين زيارات أسرية، أو نوم وراحة وعزلة.. كعادة كل أيامنا الجميلة التي قد تكون نادرة وسط ضجيج حياتنا..
كل عام ومصرنا بخير وسعادة وهناء وأمن واستقرار..
عزيزي عمر خورشيد،،
تناقشت مع أحدهم حول الروح التي تفرض سيطرتها على الأجواء بفضل الشهر الكريم، أو ما اعتدت أن أسميه في أحيان أخرى، سباق السخاء في العطاء والمنح..
تساءلت لماذا لا تستمر هذه الرغبات طيلة شهور العام، بدلا من اختزالها في شهر واحد فقط؟!
يجزل البعض العطاء في الأسابيع السابقة لحلول شهر رمضان المعظم، كما يستمر العطاء طيلة أيامه المباركة..
ما لا استوعبه حقا، أن بيوتنا تزدحم بالبضاعة والمنتجات التموينية طيلة الشهر، أما باقي شهور العام فيكون الإنفاق على قدر الحاجة، إن لم يكن أقل بفعل الظروف الراهنة الغير مستقرة على كافة الأصعدة!
لماذا لا يستمر عطاء وتوزيع السلع خلال شهور العام أو تقسيمها كل ثلاثة أشهر على مدار السنة؟! قطعا نمر خلال عامنا بالعديد من العثرات التي لا نبوح بها..
ارغب حقا في تطبيق هذا النوع من العطايا من خلال الشركات والمؤسسات، مثلما يطبق تمامًا أثناء وقبل الشهر الفضيل، لكن خلال العام بأكمله..!
عزيزي عمر خورشيد،،
بمجرد انقضاء أيام الإجازة نعود بتثاقل لأيامنا العادية، لروتين حياتنا المعتاد، والذي يعد ثقيلا خاصة بعد فترة راحة طويلة كشهر رمضان الذي يتم تعديل مواعيد العمل خلاله وفقا لتوقيتاته المعروفة..
عزيزي عمر خورشيد
أطلت علينا الفنانة "صفاء أبو السعود" بتوزيع وتصوير جديد لأغنية طفولتنا، أيقونة البهجة والعيد أغنية "أهلا بالعيد"، تلك الأغنية التي تم تصويرها وفقا لمعاييرنا الحالية في حاضرنا هذا "ببساطة"!.
لكن وقتها كان التصوير مبهرًا، حيث تم تصويرها في حديقة الحرية بالزمالك، وفي حديقة الحيوان، وعلى كورنيش النيل..
يرى البعض النسخة الأصلية بسيطة، ويرون في النسخة الجديدة مبالغة..؟!
رغم أنه بعد أربعين عاما إذا حاول احدهم إعادة إنتاجها سيرون أن نسخة اليوم بسيطة، وفقا لمعايير المستقبل والحداثة، وأن نسختنا المحدثة اليوم أكثر بساطة وربما هدوءا.!
بعيدا عن كل ذلك تظل ذكريات الماضي لا تنسى، كل ما مضي نراه أكثر جمالاً، أكثر هدوءا وأقل صخبا..
عزيزي عمر خورشيد،،
كل عام وأنت بخير، وسنعود للتحدث عن الموسيقى، وعنك، وعن الحب، والحياة، والغد، والأحلام التي قد تتحقق يوما.. لذا كن بخير لأكتب لك.
|