القاهرة 01 ابريل 2024 الساعة 09:40 م
كتبت: إيمان السباعي
تُرى.. ماذا تقول الحرب إن تحدثت إلينا عن أبشع ما يحدث فيها وعن أجمل ما توقظه مشاهدها في ضمائرنا قبل أن تتوقف نيران المدافع انتصارًا للحياة وللإنسانية؟
هذا ما تتناوله رواية "غداء في بيت الطباخة" للروائي والكاتب محمد الفخراني، وفي ضوء أنشطة وفعاليات شهر رمضان المعظّم أقام المركز الثقافي بمدينة الشروق التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب تحت رئاسة دكتور أحمد بهي الدين، ندوة لمناقشة هذا الرواية الفريدة الحاصلة على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.
ناقش الرواية د. أماني فؤاد- رئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، والكاتب عماد فؤاد وقد أدار اللقاء الروائي هاني عبد المريد، الذي قدم تلخيصًا مبسطا للرواية ليكون عونًا لمن لم يتمكن من قراءتها، وأعطى الكلمة د. أماني فؤاد التي تناولت التكتيكات الفنية المستخدمة داخل العمل، وتحدثت عن تنوع بنية المشاهد داخل الرواية حيث إن بعضها يبدو واقعيًّا، وبعضها متخيَّلًا، يتوسل بالرمز والفنتازيا، والتشكيلات الغرائبية، ليعمِّق الروائي دلالاتِ البنيةِ الدلاليةِ للنَّص بفداحة الخسائر، التي تطول البَشر من الحرب، كما ذكرت الحيل التي اتبعها النص ليتغلب على ضيق ومحدودية المكان، كما تناولت تنوع أساليب السرد داخل العمل.
فيما تحدث الكاتب عماد مطاوع عن البعد الإنساني في كتابات محمد الفخراني، كما تناول بعض التفاصيل بالعمل ليوضح كيف أن كل شيء رسم بعناية، فاختيار الجنديين ومدرس التاريخ والطباخ لم يكن مصادفة، كذلك الذكاء في طمس هويتهم وتحييد الزمان والمكان حتى ليبدو الحديث عن الحرب في المطلق لم يقصد به حرب بعينها ولا قضية في ذاتها، بل هو نبذ الحرب والانتصار للإنسانية.
وقد شهدت الندوة حضورا كبيرًا متفاعلا مع العمل ومع كلام النقاد، وقد تحدث الفخراني في نهاية اللقاء عن تجربته في كتابة الرواية وأجاب عن أسئلة الجمهور التي كان أهمها:
لماذا فكرت في كتابة رواية عن الحرب؟
-قبل خمس سنوات فكرت في كتابة رواية عن الحرب، لأنها موضوع حاضر دومًا في حياة البشر، ويؤثر في مسارهم ووجودهم، وموضوع مغوٍ بالكتابة عنه، ولديّ ما أقوله في هذه الفكرة، وكنت مهتمًا بأن تكون رواية مختلفة عمّا كُتِب عن الحرب أو شاهدناه في السينما، وبشكل عام أفكر أنه من المهم ألّا يتجاهل الكاتب ما يدور حوله في العالم.
-بدايات الكتابة والقراءة.
بدايات الكتابة كانت في المرحلة الثانوية، ووقتها كان نوع القراءة الذي اهتممت به أكثر من غيره هو قراءات الفلسفة وعلم النفس، ثم في فترة الجامعة
قطعت شوطًا كبيرًا في هذا النوع من القراءة، مع الاتساع إلى قراءات أخرى.
-عن فنيات الرواية، وأسلوب كتابتها:
كان لديّ تصوُّر أن تكون الرواية صغيرة الحجم، وفي مكان محدود، وشخصيات قليلة، شخصيتان فقط بلا اسم لهما، ولا ترتبط الرواية بمكان أو زمان محددين، أو حرب بعينها، فقط تظهر الحرب في الخلفية.
ثم كان الحوار الحاضر بين الشخصيتين، وفيه يتبادلان أفكارهما ومشاعرهما، ليكتشف كلٌ منهما أنّ الآخر إنسان مثله، له حياة عادية كاملة، وليس مجرد موضوع للقتل.
وبالرواية مشاهد خيالية تجعل عالمها أكثر اتساعًا، وتُكمل أفكارها وحالتها الفنية.
وفي خط سردي آخر داخل الرواية نرى الحرب، وهى تروى او تتكلم عن نفسها بمشاعر وأفكار وأحلام، وكأنها تقدم رؤيتها عن البشر وعن نفسها، وعن علاقتها بنا.
|