القاهرة 31 مارس 2024 الساعة 10:32 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
شارف الشهر الفضيل على الانقضاء، مر بسرعة كعادة أيامنا الجميلة المعدودة على ظهر هذا الكوكب المدهش..
مازال الطقس يفاجئنا بتقلباته المتوقعة، برق، ورعد، وأمطار، وشمس وبرد، كعادة فصل الربيع كل عام.. الأجمل على الإطلاق أن كل ذلك تصادف حدوثه في يوم جمعة.. يوم الجمعة يوم خاص وله مكانة مميزة في قلوبنا جميعًا، بل أنه يوم مبارك له قدسية كبيرة.. أحب يوم الجمعة على وجه الخصوص، ففيه دائما أرى شبح أبي مرتديا جلبابه الأبيض وهو يقرأ القران في شرفة منزلنا، قبل أن يذهب لصلاة الجمعة بالمسجد.. ليوم الجمعة رائحة خاصة، ليست كباقي الأيام..
عزيزي عمر خورشيد،،
ما يزال السباق الرمضاني قائمًا ومحتدمًا بين المسلسلات، والعبادات، وما بين هذا وذاك ما يزال الشهر ينساب من بين أيدينا دون أن ندري!
لا أخفي عليك، لست من هواة متابعة المسلسلات، ولا البرامج الرمضانية، لذا اندهش كثيرًا من الصراعات والانتقادات التي تنشب عقب كل إذاعة لحلقات لأي مسلسل، فهذا يناقش منطقية الأحداث والخط الدرامي، وآخر ينتقد عدم دقة المرجع التاريخي، وهذا يتهم مؤلفي المسلسل بسرقة الأفكار من الخارج أو من شباب الكتاب.!!
أطالع كل ما يكتب وابتسم، فهؤلاء يعيشون داخل دائرة الوهم، يدورون داخلها، يكررون ذات الأفعال كل عام، لا يسمحون لأفكارهم بالحرية والتحليق، لا يعطون لأنفسهم أية فرص للتغير والتفكير والتفقه والتمتع بالشهر الفضيل الذي يزورنا مرة واحدة في العام.
عزيزي عمر خورشيد،،
أخبرت أخي أني اشعر أن الليلة التي شهدت كل الظواهر الجوية هي ليلة القدر، أحسبها كذلك، لأجده ينهرني متهمًا إياي بالعبث في الثوابت.!
لا ادري عن أي ثوابت يتحدث، يقول لي أن الحديث الشريف أوضح بأن نلتمسها في العشرة الأواخر من رمضان، ونحن مانزال في العشرة الثانية منه!
دخلت معه في جدال طويل، أحاول إيصال وجهة نظري، لأجده يصم آذنه تماما، ويرفض حتى مجرد النقاش والتفكير!
ختمت حديثي معه وأنا أصر أنها احد ليالي شهر رمضان وليست حكرًا بالعشر الأواخر فقط.!
ينسى أخي أني درست الشريعة الإسلامية وشريعة غير المسلمين على مدار الأربع سنوات ضمن تخصص كليتي!
أتعجب حقا من أخي ومن يماثله فكرًا، ممن يرفضون أي طرق مختلفة للتفكير، يرون أن مجرد التفكير فيما يخص الشرع خطأ، وذنب وجب الاعتراف به والتكفير عنه!
عزيزي عمر خورشيد،،
احتفلنا هذا الأسبوع باليوم العالمي للمسرح، لا أخفي عليك أن تجربة المسرح بحد ذاتها تجربة ثرية، كيف لا تكون وهي تعلمك الثقة بالنفس، والثبات، وسرعة البديهة، وفن الإلقاء، والتقمص، والأجمل من كل ذلك كونها تجعلك تجتهد لتجسد الدور مهما كان معقدا.
أما عن الكتابة المسرحية، فحدث ولا حرج، متعة لا يضاهيها متعة لمن يحب المسرح ويقدس الوقوف على خشبته.
هناك من يهتم بتفاصيل المشهد ويكتبها كرؤية محددة مقترحة تساعد المخرج في عمله، ومنهم من يكتفي بالإشارة للمكان ويبدأ الحكاية.
ما بين هذا وذاك يظل المسرح ملك الدراما، وأستاذ التجسيد الأوحد.
ممتنة للتجربة وللظروف التي سمحت لي بالمشاركة في كورسات الكتابة والتمثيل المسرحي، على يد أساتذة عباقرة يجمعهم حب المسرح والفن والكتابة..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير دوما لأكتب لك.
|