القاهرة 17 مارس 2024 الساعة 05:55 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام سريعًا وكتب الله لنا اللقاء، موعدنا هذا الأسبوع غير عادي، ليس لأنه في شهر مارس، شهر المرأة والأم والشهيد، بل لأنه يصادف احتفالنا بكل هذه المناسبات المهمة بالتزامن مع صوم المصريين جميعًا، حيث يُحيي المصريين بقطبيه شعائر دينية مهمة، ربما تأتي مرة واحدة في العمر، صيام شهر رمضان والصوم الكبير للأقباط.
طغت على مصر أجواء غير اعتيادية حيث يستعد الجميع تقريبًا بطريقة واحدة، تجمعهم طقوس واحدة، ليتحد الجميع في نسيج الوطن، وينصهروا في صدفة لا أعلم كم قد تتكرر على مدار حياتنا..
عزيزي عمر خورشيد،،
ما يزال لشهر رمضان طقوسه التي لم ولن يتخلى عنها المصريون رغم ضيق الحال وسوء الأحوال الاقتصادية..
أرى أن إصرار كل رب أسرة على إدخال البهجة ولو بأفرع زينة صنعت ببقايا الورق والأكياس، إصرار على إدخال السرور والسعادة على من يحُب بحُب..
قد أكون الوحيدة التي تتأمل الشرفات والشوارع طيلة التجول في الطرق، لأتمتع برؤية الاحتفالات الفردية التي يزين بها كل شخص مساحته الخاصة..
أحب مشاهدة تفاصيل زينة رمضان، وأحجام الفوانيس وأشكالهم المختلفة التي يبدع فيها الصانع المصري، عن طريق فن الخيامية والتشكيل بالصاج وهي مهن يدوية ظننا للوهلة أنها اندثرت..
عزيزي عمر خورشيد،،
أجمل ما في مصر ليس الاستعدادات التي تتبعها كل ربة أسرة من تجهيز وإعداد للوجبات اليومية فقط، ولا الأعمال الدرامية المميزة التي يحرص على متابعتها أغلبيتنا وتجمع الأسرة حول المائدة قسرًا.
لكني أرى أن ما يميز شهر رمضان بمصر هي ابتهالات النقشبندي، وصوت محمد رفعت، وأغنية محمد عبد المطلب رمضان جانا، وأطباق الحلوى من كنافة وقطائف، وصلاة التراويح.. الأجواء الرمضانية بمصر تختلف بشكل كبير عن أي مكان آخر.. يكفي أن الأجواء الرمضانية تغلفها البساطة والحميمية..
عزيزي عمر خورشيد،،
أخبرتني صديقتي أنها تشعر أن كل ما تفعله يذهب سدى، طلبت توضيح! أخبرتني إنها تواظب على الدعاء بشيء محدد كل عام وهي تعلم أنه يستحيل تحققه، ورغم ذلك ما تزال تتمنى الحصول عليه، تأمل أن تتحقق دعواتها..
ردي عليها كان: جربي أن يكون الدعاء وأنت كلك يقين بالإجابة..
نصحتها أن تخرج خارج إطار الصورة لترى ما تفعله لتغيره، ليقيني أن الدعاء بيقين معجزة، يدعوه علماء الطاقة "قانون الجذب"، والبعض يسميه "تفاؤل"! لا أتوقف كثيرا أمام المسميات المختلفة، ما يسترعي انتباهي الهدف أو الغاية، والوسيلة التي قد تؤدي لتحقيق غايتي. تربيت على أن كل متوقع آت، فأتوقع الخير، والنجاح، والتقدم..
أرى أن من اعتاد رؤية النور لا يليق به إلا النور، ومن اعتاد العيش في الظلام لا يليق به إلا الظلام.
الأمر ببساطة فينا، نحن فقط من نقرر البحث عن النور خلال مشوار حياتنا، أو الاستمرار بالانغماس في المزيد من الظلام والظلمات.
أنصتَت لما أقول باهتمام، ثم أخبرتني أنها ستجرب..
عزيزي عمر خورشيد،،
ما أجمل أن يكون بيننا وبين الله موعد مفتوح خلال الدعاء، لقاء متجدد بكل أمنياتنا وأحلامنا، لقاء لا تحكمه مواعيد، ولا قواعد، ولا مكان، ولا حدود.
فقط أنت، وقائمة أمنياتك، والخالق، وشهر فضيل نجاهد في أن نتقرب به إلى الله، وأن نغتنم من فضائله ومنحه الإلهية التي يختص بها عباده الموقنون، نقوم بما يهذب أنفسنا وأرواحنا.
عزيزي عمر خورشيد،،
كل عام ومصرنا بخير ورمضان كريم.
|