القاهرة 07 مارس 2024 الساعة 02:29 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
لم يكن لدينا نحن المصريون، تطبيقات تكشف حالة الطقس، ولم تكن عندنا برامج تتنبأ بحالته في الفصول المختلفة، فاخترعنا ما أطلقنا عليه "أربعينية الشتاء".
حيث قسمنا الليالي ذات الانخفاض الكبير في درجات الحرارة إلى 40 ليلة، تبدأ من 25 ديسمبر، وقسمناها إلى 20 ليلة بيض و20 ليلة سود، ويغلب على الليالي البيض موجات من الصقيع وقلة الغيوم، وتسقط خلالها الأمطار وتكثر العواصف والندى أو "الشبورة"، ويباغت الناس البرد أغلب الوقت.
و20 ليلة البيض مقسمة إلى 10 ليالٍ "كوالح" من 25 ديسمبر إلى 3 يناير، و10 ليالٍ طوالح من 4 يناير إلى 13 يناير، و20 ليلة السود مقسمة إلى 10 ليالٍ "موالح" من 14 يناير إلى 23 يناير. والصوالح من 24 يناير إلى 2 فبراير.
وتُسمى عشرة ليالٍ "الكوالح"، وكوالح جمع كالح. وتعني وصف الوجه شديد العبوس من شدة البرد. ومفرد 10 ليالٍ "الطوالح" طالح. وسُميت الليالي السود بذلك من شدة البرودة وتجمع الناس حول مواقد النار. وتنقسم إلى 10 ليالي تُسمى"الموالح". وسُميت موالح أي بدا لها طعم مثلما يُضاف الملح للطعام فيجعله مقبولاً.
ثم تتبعها 10ليالٍ أخرى تُسمى "الصوالح". وتعني البداية لإصلاح الأمر حين يبدأ الطقس في التحسن نسبيًا عن أيام الطوالح. وتبدأ من 24 يناير إلى 2 من فبراير.
وكنا نتفاءل بالليالي السود بالرغم من اسمها. ويتبع الأربعينية 10 ليالٍ تُسمى "العزازة"، وهي متقلبة، وتبدأ من 2 فبراير إلى 11 فبراير، وهي متقلبة الجو ما بين البرودة والدفء.
ثم تأتي بعدها ليالٍ ثلاث تسمى "قرة العنز"، وسُميت بذلك نسبة إلى ما يحدث للعنزات من ضرر وموت نتيجة شدة البرودة، وتنتهي في 14 فبراير.
ثم تأتي بعد ذلك أيام الحسومات من 10 إلى 17 مارس، وهي الفترة التي يبدأ فيها الغبار والأتربة، وتمتاز بزيادة سرعة وهبوب الرياح، وتبدأ خلالها عملية تلقيح الأشجار والنباتات والزهور قبل فصل الربيع.
وأحببنا الليالي السود، لاعتمادنا على الزراعة بشكل كبير. وفي تلك الفترة تثبت جذور الزرع، ويبدأ في الإنبات. وبحسب أقوالنا القديمة "في الليالي السود يفتح كل عود"، لذا نحب الليالي السود.. وكل عام مصر والمصريون والعالم بخير.
|