القاهرة 05 مارس 2024 الساعة 12:09 م
إعداد: صلاح صيام
تولى عرش الخديوية سنة 1892 بعد وفاة والده الخديو توفيق، واستمر حتى عزله الإنجليز في 19 ديسمبر1914 لوطنيته وحبه وعشقه لمصر والمصريين، حيث وقف في وجه اللورد كرومر وتحدى الإنجليز، وأعاد الجمعية الوطنية (البرلمان) والعمل بالدستور.
كما أقام خزان أسوان، وتعامل مع الزعيم مصطفى كامل وساعد على ظهور الأحزاب ومن بينها الحزب الوطني، وأنشأ جامعة فؤاد الأول (القاهرة) رغم معارضة المحتل.
دخل الخديو عباس حلمي الثاني التاريخ وهو حى لمصلحة واستقرار وطنه المحبوب مصر، يقول عنه الأمير عباس حلمي حفيد الخديو ابن الأمير محمد عبد المنعم الذي أصبح وصيًا على العرش بعد تنازل الملك فاروق لابنه الأمير أحمد: الحديث عن جدي الخديو عباس حلمى أراه مهمًا جدًا نظرًا للتوقيت الذى تولى فيه الخديوية رغم أنه لم يحصل على حقه وتقديره فى التاريخ، ففى عهده سطع الأدباء والشعراء والمفكرون وبدأت النهضة الثقافية قوية، وكذلك النهضة الاقتصادية، بل وكل المجالات، فالفترة التى تولى فيها العرش فيما بين1914-1892 فترة مهمة فى تاريخ مصر كانت تجمع بين علاقته بالإنجليز وبسبب وطنيته وعدائه لهم فقد العرش، وشهد عصره مولد الحس الوطنى تجاه مصر وجاء ذلك من ظهور مطالب بالاستقلال عن طريق الزعماء الوطنيين مصطفى كامل ومحمد فريد، وجاء من بعدهما سعد زغلول الذي ظهر فى عهد فؤاد امتدادا لهم بالإضافة لكونه كان نصيرًا للحزب الوطنى الذى ترأسه مصطفى كامل، وساعد على ظهور حزب الأمة وتأسيس حزب الإصلاح الدستورى الذى تزعمه الشيخ على يوسف وساعد على ظهور جريدة المؤيد لمناهضة الإنجليز، أضف لذلك إنشاء البنك الأهلى وإقامة مشاريع ما زالت شاهدة على ذلك العصر مثل كوبرى عباس والجامعة المصرية التى كانت إيذانا ببدء التعليم فى المدارس العليا اوالتعليم الجامعى وإرسال البعثات لأوروبا.
وتلك الإيجابيات التى قدمها جدى حبًا لوطنه مصر أضف لذلك ظهور أحياء المعادى والزمالك وجاردن سيتى وإنشاء خزان أسوان وإدخال الترام وبناء قصر المنتزه والمتحف المصرى، وكذا المتحف الزراعى والسكة الحديد تم استكمالها بعد التوسع فيها.. كذلك ظهرت الدار الصحفية الثانية فى مصر بعد الأهرام وهى دار الهلال وكذلك دار المعارف لتكونا مناراتين للثقافة المصرية، الأولى لصحافة المجلات، والثانية للكتب والثقافة، وذلك فى عامه الأول لتوليه العرش، ومن هنا ظهر جليًا كره الإنجليز لجدى ومعاداته لهم.
وعن تدخل «كتشنر» و«كرومر» ضد جده عندما أعاد الجمعية الوطنية (البرلمان) الذى أغلقه الإنجليز فى عهد الخديو توفيق قال حفيده:
هذا السؤال يعيدنى كثيرا إلى الوراء أيام جدنا الأول محمد على باشا عندما أراد عمل إصلاح وتحديث للأمة المصرية، فكان لا بد من التعاون مع أفراد الشعب ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مجلس الأعيان ليكون همزة الوصل بينه وبين الشعب وكان مجلس الأعيان يساعد محمد علي باشا على تنفيذ خطوات الإصلاح فى الإدارة من خلال الدواوين التى أنشئت بعد ذلك واستمر ذلك حتى وصلنا إلى الخديو إسماعيل جد عباس حلمى ونظرا لطبيعة دراسته فى أوروبا أصبح حلمه أن يجد مصر قطعة منها.
ومن هنا افتتح أول برلمان لبلد غير أوروبى عام1866 من أجل أن يمارس المصريون الديمقراطية على حقيقتها دون ضغوط أو أوامر أو تدخل أجنبي، ويكون برلمانا حقيقيًا بمعنى الكلمة ويحكم المصريون أنفسهم، وهذا البرلمان كان السبب الرئيسى لعزله من الخديوية، بالإضافة إلى ديونه التى تراكمت بعد افتتاح قناة السويس عام1869 ومؤامرة إنجلترا عليه وعزله ردًا على هذا البرلمان الذى أعلن الأعيان فيه تطبيق التنازل للأجانب (الإنجليز والفرنسيين)، ورفضوا تطبيق قوانين الدولة العثمانية التى كانت تسمح لهم بالسطو على حقوق المصريين، وكل هذا من أجل وضع المصريين دستورا خاصا لبلدهم وهو ما اعتبر خروجًا عن القوانين العثمانية التى تسهل لإنجلترا وفرنسا عملية السيطرة على مصر وإفساد العملية الديمقراطية..
وللحديث بقية في الحلقة القادمة.
|