القاهرة 04 مارس 2024 الساعة 05:51 م
كتب: عصام محمد حسين
عرفنا أن القائد صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس من الصليبيين استحدث ما عُرف بالمواسم التي كانت تحدث في الفترة الواقعة بين أعياد الميلاد وأعياد الفصح، إذ توجد أعداد كبيرة من الأوروبيين بغرض الزيارة والحج وخاف صلاح الدين من أن يتحول هذا الحشد إلى حجة لغرض عسكري بشن هجوم على المدينة مرة أخرى، في هذه المواسم احتفل صلاح الدين بأعياد أنبياء يتجمع فيها حشد كبير من وفود من جميع أنحاء فلسطين لتبدو هذه المنطقة مستعدة للدفاع في هذا الوقت، وظل هذا تقليدا فترة من الزمن وقد تعرفنا على أحد هذه المواسم وهو موسم النبي موسى وسنتعرف على الموسم الثالث:
(3) موسم النبي روبين:
عرف الكنعانيون (النهر روبين) باسم هربعل ثم حُرف إلى بيلوس وكان مشهورًا بموسمه المعروف وفي كل سنة يؤمه خلق كثير من يافا والرملة واللد وقراها صيفًا في شهر أغسطس، ويعتقد ان النبي روبين ابن يعقوب مدفون في هذا المكان، .لزيارة مقام روبين الذي بناه ولي الله الشيخ شهاب الدين بن ارسلان على انقاض هيكل كنعاني كان قائم على ساحل النهر الجنوبي الذي توفي عام 448ه وتتوالى الزيارات الاحتفالات والزيارات حول هذا المقام طيلة فصل الصيف".
وكان الناس يقيمون الصلاة هناك في مقام النبي روبين، كانت النساء تدق الطبل والمزامير وتعزف وتغني أغاني خاصة بهذا الموسم وكانت تقام ألعاب الفروسية ومبارازات بالسيوف، وهناك قول مأثور يعبر عن شغف أهل يافا بحضور هذا الموسم وتقوله المرأة اليافاوية: (يا بتروبني يا بطلقني) أي إما أن تأخذني إلى موسم روبين أو الطلاق.
وكان علم روبين يخرج من يافا ويتسلمه مفتي فلسطين ويسير موكبه بعد أن يترجل ويبدأ الاحتفال الشعبي الكبير حيث يركب المفتي حصانًا ويحيط به المشايخ وأصحاب الوجاهات ويطلقون الرصاص في الهواء وتسير فرق الكشافة التي تأتي وتجتمع من مدن فلسطينية كثيرة تردد الأناشيد الوطنية.
|