القاهرة 21 فبراير 2024 الساعة 05:52 م
كتبت : شيماء الناصر
هل تشكل الكتابة نافذة تخرج ما يخبئه الإنسان داخله، وماذا يمكن أن يحدث حينما نكتب، ومن أين نبدأ وكل الحكايات تنتهي قبل أن تبدأ، المعرفة تجعلني لا أستطيع البدء، فكيف لي أن أتحدى خبرات الحياة وتجاربها، وماذا يفعل من لا يستطيع القراءة أو الكتابة، كيف يعرفون أنفسهم، وكيف يفرق الأديب مثلا بين ما يكتبه كمحترف وبين نفسه التي ربما تضيع بين شخصياته وطباعهم وانفعالاتهم ومواقفهم، إنه يضع نفسه مكان كل واحد منهم، فيعبر عن أحزانهم وأفراحهم، فكيف له أن يعثر على ذاته وسط كل هذه الذوات المتعددة، وماذا عن الشخص العادي الذي يتأثر بكل من يقابلهم في الحياة، في كل يوم حيوات جديدة تضاف إلى حياته النابضة بالحركة، كيف يستطيع أن يوثق نفسه ويشاهد تطورها بدقة وسط تفاصيل الناس والحياة والعمل والمشاكل والأزمات والانهزام والألم، هل يكتب كل يوم، هل يستطيع ان يجري يوميا جراحة صعبة وخطيرة يوزع خلالها الكلمات على الورق كي يكتشف نفسه ويفهمها، هل يكتب في وسط اليوم أو في آخره، قبل النوم أو حينما يستيقظ، هل تمنحهم الحياة اللاهثة فرصة للالتقاط الانفاس، والجلوس بهدوء للكتابة، كم عدد البشر العاديون الذين يكتبون، وهل استطاعوا من خلال الكتابة فهم أنفسهم، هل تقبلوا ما رأوه بعد أن كتبوا، هل استطاعوا التماهي مع تلك الأنفس، هل ينظرون للمرآة فيستطيعون قراءة ما تراه عيونهم بوضوح، يفهمون نظراتهم وما يعنيه عمقها، يفهمون كلماتهم وما تعنيه تلميحاتها، هل يفهمون لماذا يتصرفون بطريقة معينة بمواقف حياتهم المختلفة، لماذا يضحك في موقف يحتاج إلى بكاء أو صراخ، وإذا فتحنا دائرة ال "لماذا" سندخل في دائرة المرض النفسي، أعرف إحدى الصديقات التي تعاني من مشكلة نفسية، تركها الجميع وتخلى عنها بدأت تعيش في الخيالات وصنعت قصصا تعيش فيها وصدقتها، والكثير من الحالات مثلها، لو افترضنا أنه يمكن تغيير ما حدث بتفصيلة واحدة وهي أنها بدلا من تصديق تلك القصص.. تكتبها، وأن تقترب أكثر من نفسها، هل كان ذلك سيغير ما حدث لها في تلك التجربة، وهل ضروري أصلا ان نعرف ذواتنا، ونقترب منها، الكتابة هي طريقة من طرق التعبير عن النفس ربما الرسم طريقة أخرى فليس كل الناس لديها القدرة على الكتابة، عل الحديث عن تلك الأمور رفاهية، فلو تخيلنا أن لاجئي الحروب الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين يحتاجون لمعرفة أنفسهم، فكيف يصنعون ذلك؟! أحتاج لوضع مئات من علامات الاستفهام والتعجب، كيف سيكتبون في مثل هذه الأجواء الصعبة، وماذا عن المشاهير مثلا أو المؤثرين فهؤلاء يخرجون إلينا على شاشات الموبايل في التيك توك وغير من المنصات مثل إنستغرام ويبدأون في الحديث من خلال مثلا فقرة get redy with me ويتحدثون عن تفاصيل يومهم وعن مشاكلهم الشخصية وعن الكثير من التفاصيل الخاصة بحياتهم وأمورهم، هل يمكننا أن نطلق على هذا الفعل نوع من أنواع الكتابة أو الحكي الذي يستطيعون من خلاله معرفة أنفسهم وكيف يستطيعون فعل ذلك وهم يتأثرون بتعليقات الناس على منشوراتهم والتي من شأنها أن تؤثر في ردة فعلهم أحيانا أو في تغيير محتواهم في أحيان أخرى.
|