القاهرة 20 فبراير 2024 الساعة 01:52 م
قصة: ماهر طلبة
قال الرجل الضرير للرجل الضرير: كم الساعة ؟!
ونظر كل منهما فى اتجاه ساعته الخاصة..
قال : منتصف الليل.
فحوّل الآخر وجهه حتى تلتقى الساعتان.
*
الشمس التى كانت تنظر الحدث عدلت من وقتها فبدأت فى شد حبل الليل حتى كان منتصف الليل وانتحت جانبا..
*
قال الرجل الضرير للرجل الضرير: حبل الليل – من أزمان- يمنع خيط الضوء من عبور سم الإبرة.. فكيف نستطيع سماع صياح الديك ؟ كم الوقت؟!
فتعلق بحبل الليل يقيسه.
*
الشمس التى كانت تمل.. الوحدة وظلام الليل وهذا السكون الذى لا يقطعه سوى سؤال ممل عن وقت لا يتحرك أهابت بالديك أن يصيح لتسحب حبل الليل وتنزل.
*
الديك الذي لم يكن يدرك أنه الوحيد الذي يستطيع أن يحرك الزمن كان راقدا فى أحضان فراخه، يتمنى أن يتوقف الزمن عند لحظته تلك ليظل في هذا السكون والراحة التي يحرم منها فى تلك اللحظة التى تلقى فيها الشمس بأولى خيوط الضوء.. لذلك سد أذنه عن تضرع الشمس واستكان فى أحضان أقرب فراخه إلى نفسه ونام.
*
قال الرجل الضرير للرجل الضرير: أخشى أن يتوقف الديك عن الصياح فلا تنتبه الشمس – التي لا ترى في الظلام - إلى انتهاء حبل الليل وانقطاعه فلا ترسل بخيط النهار ونظل أبد الدهر فى الفراغ ندور.. كم الوقت ؟!
*
الشمس تسمع السؤال تحار.. تحرك حبل الليل تضرب به وجه الديك لعله يستيقظ ويصيح ..
الديك – الغارق فى حلم اللحظة - يحرك نفسه بعيدًا عن حبل الليل الذي أوشك أن ينقطع ويرمي بنفسه فى أحضان من يجاوره من فراخه ..
الضرير – الحائر- يدور في فراغ الوقت سائلا جاره –المعلق بصره بحبل الليل- عن الساعة التى لم تعد تتحرك إلا من ليلٍ إلى ليل.
|