القاهرة 20 فبراير 2024 الساعة 01:41 م
كتبت: سماح عبد السلام
تنتهج التشكيلية الدكتورة جيهان سليمان، أستاذة التصوير بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وابنة جيل التسعينيات "المعروف فنيًا بجيل صالون الشباب"، أسلوبًا فنياً متميزًا من خلال الأشكال الهندسية التي تستخدمها فى الرسم على اللوحة أو المُجسم أو الحائط، ومن ثم تتحول لمصورة معمارية على السطح دون أن يفقد عملها الفني إنسانيته.
تمتلك عالمًا خاصًا بها، ويمكن أن يقترب لعالمها فنانون آخرون بينها تحرص هى على أسلوبها المتفرد بين أبناء جيلها بقدر حرصها على الكتلة على الرغم من وجود تسطيح، لكن في لحظة ما نشعر بالتجسيم وأن لهذا الجسم ظلًا على الحائط، وهذا ما يمكن أن نسميه بعالم الفنتازيا بمعنى أن نرى سطحًا له ظل على الشكل.
وهذا المثير الهندسى المعمارى تواءم زمنيًا ليجعل تجربتها الجديدة حاضنة لعناصر متنوعة، أهمها العمارة وخاصة تلك التي اكتست برداء الحداثة. حتى بات كل شيء من حولها يتسم بالطابع المعماري مهما تنوعت العناصر واختلفت، و دكأنه خاطر يسكن بداخلها، فقامت بتفريغ ذلك الخاطر على أرض الواقع من خلال العمل الفني.
إذا نظرنا إلى بعض لوحاتها نجد رأسًا ولكن الملامح غير موجودة، إلا أن طرق المعالجة مختلفة فى كل لوحة. الشخصيات مختلفة ولكنهم يشتركون فى عدم إظهار الملامح. ترفض الفنانة وضع الرأس أو الملامح حتى لا تخطف تركيز المتلقي، فنجد البطل فى اللوحة السمكة وليس الشخص. إذ ترى أن العين والأنف تجذب النظر ومن ثم يدخل معها في المضمون الذى تريد إيصاله، ومن ثم يتم التركيز على الرمز.
وبالنظر إلى المسطح التصويرى للوحاتها فنجده وقد تميز بدرجة صفاء عالية إلى جانب الهندسيات التى تحتويها أعمالها، نظرًا لوجود بطل واحد على اللوحة وسط الحالة الغامضة بين المسطحات المجردة. فهى تضع على مسطح التصوير جميع العناصر التى يستخدمها الفنان فى العمل الفنى، بمعنى أنها تعمل باللون ولكنها عبر هذا اللون تقدم نقطة وهذه النقطة أحد عناصر بنية العمل الفنى، تعمل باللون ولكنها ترسم خطًا.. إذن تقوم بتوظيف كل عناصر العمل الفنى. كذلك فقد وصلت لمعادلة كاملة فى اللون تعطينا مساحات غير منقوصة.
كما تلعب الدكتورة جيهان سليمان فى منطقة التجريد، إذ تؤمن بحرية الفنان فى التحرك فى الأسلوب الذى يريده، ولكن مع ضرورة الاحتفاظ ببصمته الخاصة، ومن ثم نعرف أن هذا العمل يخصه حتى لو لم نقرأ توقيعه.
|