القاهرة 06 فبراير 2024 الساعة 09:43 ص
حوار: سماح ممدوح حسن
صدر حديثا عن دار “بداع للترجمة والنشر" ترجمة كتاب "الملك حمورابي البابلي، سيرة تاريخية"، من تأليف مارك فان دي ميروب، وترجمة الدكتور محي الدين النادي أبو العز.
اشتهر الملك حمورابي بقوانينه التي تُعد مِن أقدم القوانين البابلية المعروفة ب"بشريعة حمورابي" التي تعتبر أول لائحة قوانين مكتوبة، دوّنت على حجر الديورنت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وتشتمل على 282 قانون، نظّم فيها حمورابي الملك البابلي العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الشعب فى معاملاتهم من أمور بين وشراء وملكية وحقوق. وأتت شهرة هذه القوانين بأنها تعددت حدود الدولة البابلية إلى العالم القديم بأسره طوال ما لا يقل على الألف عام.
ولهذا قد سعت دار إبداع للترجمة والنشر، للحصول على حقوق ترجمة كتاب السيرة التاريخية للملك البابلي حمورابي، وأنجزت الترجمة لأول مرة إلى اللغة العربية.
وقد خص الدكتور محي الدين النادي “مجلة مصر المحروسة" بحديث عن الترجمة وقال:
"إن الأسباب التي ترجم العمل من أجلها متعددة. أولا: أن أحدث كتاب مترجم عن حمورابي يرجع تاريخه إلى 33 عاماً مضت لمؤلفه "هورست كينكل، حمورابي البابلي وعصره، "وترجم الكتاب عام 1999.
ثانيا: يتميز الكتاب الذى أنجزت ترجمته عن سابقه بحداثة المعلومات ودقتها والاسلوب الشيق والدقيق فى العرض والتحليل للأحداث مما سيفيد القارئ غير المتخصص
أما من الأسباب الشخصية لاختيار ترجمة هذا العمل هو انني بالأساس متخصص في تاريخ الشرق الأدنى القديم، وأرى أن الترجمة رغم أن هناك من يحترفها كمهنة، إلا أن هناك بعض الموضوعات لا سيما التاريخية يجب أن يساهم بها المؤرخ الدارس. لأننا نجد الكثير من الأخطاء فى الترجمة لبعض الكتب لعدم دراية المترجم واحاطته بما يترجم. وبالتالي ساهمت في شرح والتعليق على بعض الأمور التي تبدو غامضة بالنسبة للقارئ العادي.
وهناك أسباب اخرى مثل أن شخصية حمورابي تُعد الشخصية الأهم والأكثر تأثيراً في التاريخ والحضارة خلال الألف الثاني قبل الميلاد. خاصة وأنه ترك لنا قانون له تأثيراً كبير على التشريعات القانونية عبر العصور سواء التشريعات اليهودية فى الكتاب المقدس أو حتى القوانين الفرنسية الحديثة. وبالتالي سيفيد الكتاب العديد من التخصصات، وحتى المهتمين بالسير التاريخية(المهتمين بالتاريخ والحضارة والقوانين الخ...)
وأضاف الدكتور محي "ولما لم يكتب هذا الملك لنفسه سيرة ذاتية، لذا كُتبت عنه سيرة تاريخية، وتدور هذه السيرة التاريخية حول الملك البابلي حمورابي أحد أهم وأشهر ملوك العصور القديمة في العراق القديم، والذى استطاع بذكائه تحويل بابل من مدينة صغيرة إلى امبراطورية عظيمة.
لقد كان قائداَ عسكريا فذ، تعامل بمبدأ ميكافيلي لتنفيذ مخططاته التوسعية حتى كوّن إمبراطورية، علاوة على أنه ترك تراثاً حضارياً مهما فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تُعد الأهم فى التشريعات القانونية التى غيّرت كل ما كان سائد ويكتب عن أن الرومان هم أقدم من ترك لنا تشريعات، وفى الحقيقة منطقتنا العربية القديمة هى نبع الحضارة على كل المستويات وفروعها المختلفة، سياسياً واقتصادياً وفى الآداب والفنون والقانون والعمارة والهندسة والفلك والطب والصيدلة والرياضيات وغيرها"
والكتاب تأليف "مارك فان دي ميرب" هو مؤرخ بلجيكي متخصص فى تاريخ الشرق الأدنى القديم من بداية الكتابة وحتى عصر الإسكندر الأكبر.
والترجمة للأستاذ الدكتور محي الدين النادي أبو العز، أستاذ التاريخ القديم، والمتخصص في حضارة مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآداب بجامعة المنيا، وتعد ترجمة كتاب حمورابي هي العمل المترجم الأول له.
|