القاهرة 10 يناير 2024 الساعة 02:06 م
كتب: عصام محمد حسين
يذكرنا ما تمر به فلسطين الحبيبة هذه الأيام من حرب دامية بيد الاحتلال الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الآلاف من الشهداء في غزة وارتكب جرائم ضد الإنسانية بتاريخ فلسطين القديم الذي وقعت في أثنائه في قبضة الغزو الصليبي.
في 25 ربيع الآخر 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187 استطاع القائد صلاح الدين الأيوبي تحقيق نصر مدوٍّ على الصليبيين في معركة حطين، واستعاد مملكة بيت المقدس من أيديهم، لكن صلاح الدين كان يخشى إمكانية عودة الغزاة الأوروبيين ووقوع القدس في أيديهم مرة أخرى إذ كانت أعداد كبيرة منهم تزور المدينة المقدسة من أجل الحج أو الاحتفال بعيد الميلاد وعيد الفصح فخشى صلاح الدين من القيام بعمل عسكري وقت اجتماع الحشود فلجأ صلاح الدين إلى استقدام مجموعة من القبائل العربية وأسكنها في المناطق المحيطة بالقدس.
لكن صلاح الدين لجأ إلى فكرة ثانية للإبقاء على حشد مواطني القدس بقصد الاحتفال ظاهريًّا، في الفترة الواقعة بين أعياد الميلاد وأعياد الفصح، فابتدع "المواسم" التي يُحتفل بها في هذه الفترة، وهي مواسم يتم الاحتفال فيها بأعياد الأنبياء ويشارك فيها وفود كثيرة من جميع أنحاء فلسطين لتبدو هذه المنطقة دائما في حالة استعداد واستنفار وحشد شعبي.. ومن هذه المواسم:
1)موسم النبي موسى:
إن كان صلاح الدين الأيوبي هو من سن هذا الموسم فبعد موته بعشرات السنين أتى السلطان الظاهر بيبرس وبنى القبة والمسجد على ضريح سيدنا موسى عليه السلام، وكان يطعم الطعام لزواره في موسم الزيارة من الأوقاف.
يقام الاحتفال بهذا الموسم بعد صلاة الجمعة السابقة ليوم الجمعة العظيمة عند المسيحيين، فيسير موكب النبي من المسجد الأقصى باحتفال ديني مهيب حاملين أعلامًا خاصة يتصدره القاضي الشرعي ورؤساء البلدية والعلماء والأعيان فيخرجون بالتهليل والتكبير ويجتازون الأبواب المقابلة للمسجد الأقصى ثم ينحدرون إلى الطريق المؤدي إلى أريحا ويستريح الموكب في منطقة رأس العامود ثم يستأنف سيره وتستمر الزيارة 6 أيام بلياليها وفي اليوم السابع وهو يوم الخميس يعود الموكب من الطريق نفسها ويوضع العلم في دار نقابة الأشراف ويحفظ للعام التالي.
في عهد الانتداب البريطاني كان الركب ينشدون الأغاني الثورية ضد الاحتلال مناشدين شجاعة العرب ونخوتهم ليحرروا أرضهم ومن هذه الأناشيد:
يا أيها العرب الكرام
إلى متى أنتم نيام
قوموا إلى الموت الزؤام
وامشوا له مشي الأسود.
|