القاهرة 09 يناير 2024 الساعة 12:06 م
كتب: صلاح صيام
في حوارها الشامل الكاشف معه دخلت الإعلامية أماني ناشد إلى مساحة شخصية في حياة عباس محمود العقاد، وسألته في البداية عن جدول أعماله اليومي، فأجاب: «أصحو الخامسة صباحًا، وأتناول الإفطار حوالي السادسة، ثم أتصفح الجرائد لمدة ساعة، وأبدأ في التحضير للموضوع الذي أريد أن أكتبه، وفى الغالب أكتب المؤلفات صباحًا، والرسائل الصحفية مساءً، إلا إذا كان وقت الصحيفة يتطلب غير ذلك»، لافتًا إلى أن من عاداته اليومية "المشي".
وعن سر هذه الحياة المنظمة، يقول: «ورثت ذلك أو اقتديت فيه بأبوي الاثنين، كلاهما كان يحرص على مواعيد الصلاة في وقتها ولا يؤجلها إلى وقت آخر، وهو نفس الأمر لمواعيد وجبات الطعام، التي كانت مرتبة على حسب مواعيد الصلاة، ويتبع ذلك بطبيعة الحال ترتيب أعمال البيت كلها«.
باغتته المذيعة بسؤال: «طيب يا فندم، يعنى مثلًا الحياة المنظمة دى هل لم تتسع لوجود زوجة مثلًا في البيت؟»، فأجاب: «كانت تتسع ولا شك، وتتسع في كل وقت، لكن اللي حصل أني في أيام الشباب كنت دائمًا في حالة اضطراب، لأننا كنا معرضين للاعتقال والنفي. كما أني قضيت 4 سنين تقريبًا في أسوان تحت المراقبة، ولما حضرت إلى القاهرة، اعتقلت مرتين أو ثلاثًا، وكذلك لما اشتغلنا بالصحافة، خصوصًا بكتابة المنشورات السياسية أيام الثورة. كل هذا كان يعرض أصحابه دائمًا للمطاردة والاعتقال ولخطر السجن، لذا لم تكن الحياة تسمح لأن يعلق الإنسان وجوده بإنسان آخر لا يدرى ماذا يحصل له حال سجن أو اعتقل».
ويضيف «استمر بنا الحال على هذا إلى نحو الأربعين، في سن الأربعين، فكرة الزواج تكون متأخرة نوعًا، فأنا في ذلك الوقت الزوجة اللي كنت أعجب بها يمكن متعجبش بي، والعكس»، مشددًا على أنه ليس من «أعداء الزواج».
هل الزوجة ضرورية للمبدع إذن؟ يجيب بأن الأمر يتوقف على الزوجة نفسها، التي تكون معينًا له إذا ساعدته وتفهمت انشغاله عنها، أو غير ذلك إذا اعتبرت هذا الانشغال شبه إهانة أو دليلًا على الجفاء.
هذه الصورة التى لا تظهر أي «عداء» تجاه المرأة، تبدو مختلفة عما تضمنته أفكار «العقاد» في بعض مقالاته، وكتابه «هذه الشجرة»، وهو ما يرد عليه بقوله «هذه تهمة جائرة جدًا.. بالعكس، أنا أعتقد أن كل آرائي في كتبي دليل على الرحمة والعطف تجاه المرأة، لأن تحققها ينتج عنه تكفل المجتمع بالحفاظ على الحياة البيتية التي تصلح لها المرأة، والتىدي هى أحق بها وأقدر عليها من الرجل». ويواصل شرح فكرته هذه: «الرجل والمرأة جنسان مختلفان، خلقا مختلفين، ليكون كل منهما صاحب عمل مختلف لعمل الآخر، ولا تكون العلاقة بينهما موضع تنافس أو تناحر، بل موضع توزيع عمل وتعاون، فإذا انقسمت حياة النوع الإنساني إلى حياة عمل وحياة بيتية، فمن الذي يصلح للحياة البيتية؟ المرأة بطبيعة الحال. هى أقدر على تدبير المنزل وتربية الطفل وإنشاء الجيل الجديد«
ويصل إلى أن الرجل أنفع من المرأة في مسألة تولي المناصب بالدولة، لأن «هو ده دوره»، أما هي فأنفع منه في حياة المنزل، كأم وزوجة ومدبرة ومنشئة للجيل القادم، وهو الميدان الطبيعي المقدس الذي تنفرد به.
|