القاهرة 08 يناير 2024 الساعة 09:29 م
كتب: حاتم عبد الهادي السيد
-
البطل السيناوي سالم سلامة أبو عكفة ابن قبيلة الأحيوات دليل أبطال البحرية لتفجير ميناء إيلات.
يسجل التاريخ بأحرف من نور قصة الأبطال الذين شاركوا في إغلاق وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات التي كانت تعد من أكبر وأعتى المدمرات الإسرائيلية على الإطلاق؛ ولا شك أن أبناء سيناء شاركوا في إغراق المدمرة إيلات، وكان دليل القوات المسلحة هو البطل السيناوي الحاج/ سالم سلامة أبو عكفة.
واليوم تكشف مجلة صوت القبائل العربية أسرار بطل بدوي سيناوي استطاع أن يكون عين الصقر، ودليل الضفادع البشرية للبحرية المصرية، للقيام بالعديد من العمليات العسكرية ومن بينها إغراق المدمرة إيلات؛ فما حكاية هذا الدليل السيناوي الذي بوفاته تم الكشف عن بعض الأسرار لدور أبناء سيناء البطولي في مساعدة قواتنا المسلحة في كل العصور والأوقات ؟!
لقد ولد البطل سالم سلامة أبو عكفة عام 1938م بمحافظة الإسماعيلية، ثم قضى فترة طفولته وشبابه بها؛ ثم انتقل ليعيش بعزبة "العكفان"، ثم انتقل للعيش مع أسرته التى تقيم في منطقة بلبيس بمحافظة الشرقية، وبدأ يتنقل بين أبناء العائلة الذين استقروا وعاشوا بين محافظة الشرقية ووسط وجنوب سيناء.
وبطلنا ابن قبيلة الأحيوات التي سجل أبناؤها بكل فخر أسماءهم في سجلات الشرف العسكري المصري؛ وهم أبناء عمومة لقبيلة المساعيد الذين سجلوا معًا أكبر قائمة وطنية للدفاع عن مصرنا الحبيبية؛ وقاموا بالكثير من البطولات التي تحفظها ملفات منظمة سيناء العربية التي أسسها السادات عام 1968 وأوائل عام 1969 وكان دورها تنفيذ مهمات محددة ودقيقة خلف خطوط العدو بمشاركة أهالي سيناء وأبناء منطقة القناة كذلك.
ولقد كان دور بطلنا هو العمل كدليل لعملية الضفادع البشرية بميناء إيلات الإسرائيلي يوم 15 /16 نوفمبر 1969م.
ولقد شارك أبو عكفة في معارك الجيش المصري ضد العدو الإسرائيلي، بداية من حرب 1967، وحرب الاستنزاف، كما شارك في انتصار أكتوبر 1973، كما شهد تحرير آخر بقعة من الأراضي المصرية في"طابا".
ويعد أبو عكفة "عين الصقر" للقوات المسلحة؛ كما كان أحد عيون القوات المسلحة داخل سيناء فى كل الحروب، وكان يمد القوات المسلحة بأماكن تمركزات العدو، ورصد وتصوير ومراقبة جميع الأماكن المتواجد فيها الإسرائيليين، كما شارك في الاستيلاء على مراكز الأسلحة والذخيرة التابعة للعدو؛ وتدمير كثير من المخازن ..
ولقد كانت لمعلوماته أهمية كبرى لدى القوات المسلحة مما كانت أحد أسباب تدمير العديد من قواعد الصواريخ الخاصة بإسرائيل، بالإضافة إلى مشاركته مع الجيش والمتطوعين من أبناء سيناء؛ ومن الذين كانوا يعملون مع منظمة سيناء العربية في رصد كثير من المواقع العسكرية الإسرائلية؛ وإعطاء المعلومات للفدائيين – الذين جندتهم القوات المسلحة – للقيام بالعديد من العمليات الفدائية خلف خطوط العدو؛ والتي أقلقت مضاجع العدو الإسرائيلي آنذاك.
كما شارك البطل في نقل الضباط والجنود المصريين فى "جبل أم خشيب"، وبعد ذلك كان يقوم بتوصليهم إلى البحيرات المرة، وإلى قناة السويس لتنقلهم القوارب إلى الضفة الغربية من القناة.
كما قام أبو عكفة بتصوير قاعدة "أم خشيب" من جميع أركانها، وكانت قاعدة للإسرائيليين، لأن بقاءها خطر كبير على مصر، وتم تدميرها من قبل القوات المصرية.
ولقد روى شقيق أبو عكفة الحاج سالم سلامة أبو عكفة للصحافيين ووكالات الأنباء أن الراحل ذاع صيته في حماية الضباط والجنود في النكسة، فقام الفريق أحمد فوزي أحد قوات المخابرات العامة المصرية، بإرسال مجموعة من الضباط؛ وأخذوا الشيخ سالم معهم لمقابلة الفريق وبعدها تم تكلفيه بالقيام بمأمورية الطريق إلى إيلات، وذلك نتيجة مواقفه البطولية السابقة، وطالبهم الشيخ سالم بالاستعانة بنجل الشيخ عايد سلمى لسمان وتم عمل جواز سفر له لكى يتم إرساله إلى الأردن للتنسيق لمأمورية الطريق إلى إيلات، متابعًا: "حيث كان لنا أخ مقيم فى الأردن ويعمل هناك يدعى الحاج سليمان تم التنسيق معه، وبعد أيام سافر الشيخ سالم إلى الأردن، وتم تفجير سفينتين بقرية المرشرش: إيلات حاليًا".
ونظرًا لدوره البطولي الكبير فقد وثقت القيادة المصرية به وأوكلت إليه شرف أن يكون دليلًا للقوات لتدمير المدمرة إيلات.
وقبل بدء العملية الكبرى للطريق إلى إيلات تم الإبقاء عليه لمدة ثلاثة أيام فى المخابرات؛ كنوع من السرية القصوى للعملية؛ ولقد طلب أبو عكفة من رجال المخابرات إرسال الحاج عايد ابن عمه إلى الأردن، للتنسيق مع شقيقه سلمان الذي كانت له مواقف بطولية مع الجيش الأردني، وكان موجودًا هناك منذ فترة طويلة بحكم عمله هناك.
ولقد كانت المسيرة الكبرى للطريق إلى إيلات بمثابة أكبر الانتصارات على العدو الإسرائيلي آنذاك؛ وكانت لجهوده كدليل يعرف الطريق؛ وكعارف دروب الجبال والسهول والوديان أبرز الأثر في القيام بالعملية بدقة عالية؛ وكان من نتائج العملية تفجير سفن العدو في إيلات، وعمليات أخرى كثيرة، أبرزها عملية "تفجير ميناء إيلات"، ففي إبان حرب الاستنزاف عام 1969،
نفذت مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري، حين هاجموا ميناء إيلات الحربي، وتمكنوا من تدمير سفينتين حربيتين، هما بيت شيفع، وبات يم، والرصيف الحربي - حيث كانت السفينتان تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر، بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح، بعد استشهاد بطل واحد.
ولقد جن جنون العدو الإسرائيلي حين علم بتدمير قاعدة أم خشيب، وتنفيذ تفجيرات داخل تل أبيب وعلموا بدور أبو عكفة ومشاركته ، وأدرج اسمه كأحد المطلوبين لدى إسرائيل - ضمن مجموعة أبناء سيناء الذين شاركوا فى عمليات ضد العدو خاصة بتفجيرات "تل أبيب"؛ وتم القبض عليه؛ ضمن مجموعة كبيرة من أبناء سيناء، وبعد انتصار أكتوبر المجيد تم تبادلهم بأسرى إسرائيليين.
ولقد ذكر دوره البطولي كلٌ من الربان عمر عز الدين والربان نبيل عبد الوهاب - وهما من أبطال العملية الأحياء- حيث قالا عنه حين علما بخبر وفاته:
(المجاهد سالم سلامة كان دليلنا للسير في دروب الصحراء من مدينة معانٍ الأردنية حتى نقطة الإنزال على ساحل خليج العقبة. في عملية إيلات الأولى في نوفمبر69 وقد كان لكفاءته وشجاعته الفضل الكبير لنجاح العملية البحرية وتدمير السفن الإسرائيلة في قلب ميناء إيلات الإسرائيلي) .
وقد تم تكريمه من الرئيس جمال عبد الناصر، لدوره الوطني، الذي قام به في حرب الاستنزاف، وحصل الشيخ المجاهد سالم سلامة أبو عكفة الأحيوات على نوط الامتياز من الطبقة الأولى تقديرًا لمعاونته الصادقة للقوات المسلّحة خلال حرب أكتوبر من الرئيس الراحل أنور السادات.
ولقد أدرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب الأبطال المدنيين؛ بعد منح اسمه – رحمه المولى - قلادة تاميكوم من الطبقة الماسية اعتبارا من 20\4\2021 م.
ولقد وافته المنية في بلبيس بمحافظة الشرقية ؛ ولقد شيع جثمانه المئات من أبناء القبائل العربية، ولقد توفي البطل الشيخ المجاهد "سالم سلامة أبوعكفة" عن عمر يناهر 87 سنة، ودفن بمقابر الأسرة بعزبة العكفان بمركز بلبيس، تاركا خلفه رحلة من الكفاح الوطنى وتاريخ مشرف فى الفداء والوطنية.
|