القاهرة 26 ديسمبر 2023 الساعة 12:01 م
تأليف : لوري لورنز
ترجمة : * د. فايزة حلمي
الأمان العاطفي هو الأساس لعلاقة مستقرة وصحية، إنه يساهم في العلاقة والثقة الحقيقية.
في علاقة آمنة عاطفيًا، لديك شعور بأن شريكك يفهمك ويَقبَلك تماما، ولهذا السبب؛ يمكنك أن تشعر بالثقة في الانفتاح والضعف ومشاركة آمالك ومخاوفك وألمك.
قد يعني الأمان العاطفي في العلاقة أيضًا أنه حتى عندما لا تكونا معًا جسديًا، فإنكما تشعران بالثقة في اتصالكما.
يمكنك الخروج إلى العالَم والعيش حياة مستقلة مع التأكد من أن علاقتك هي مكان آمن للعودة إليه.
ما هو الأمان العاطفي؟
هناك عنصران للأمان العاطفي، وكلاهما مهم يجب أخذهما في الاعتبار.
هناك رفاهية عاطفية وأمان من حيث صلته بصحتك النفسية، يتعلق الأمر بما تشعر به تجاه نفسك وكيفية ارتباطك بالعالم بشكل عام، يتأثر الأمان العاطفي بتجاربك السابقة ونوع أسلوب الارتباط الذي طورته.
هناك أيضًا أمان عاطفي يشير للعلاقات، هذا النوع من الأمان العاطفي يتطلب منك أنت وشريكك بناءه والحفاظ عليه، التواصل والثقة هما مفتاح الأمان العاطفي في العلاقات.
حتى لو كنت آمنًا عاطفيًا بشكل عام، فقد لا يترجم ذلك إلى علاقتك إذا لم يكن شريكك على الصفحة نفسها أو إذا كنت تواجه تحديات معينة قد تتطلب موارد عاطفية إضافية.
4 عوائق أمام الأمان العاطفي في العلاقات
في بعض الأحيان؛ يمكن أن تؤدي تجاربك السابقة وتحدياتك العاطفية ومهارات التواصل الضعيفة إلى سلوك قد يجعل من الصعب بناء أمان عاطفي في العلاقة.
تختلف كل حالة عن الأخرى، ولكن إليك بعض السلوكيات التي قد تمثل تحديات لتحقيق روابط آمنة عاطفيًا.
1. الدفاع
يشير الدفاع في بعض الأحيان إلى الشعور بالحكم أو الهجوم عندما يعلّق لنا شخص ما على شيء، عندما تشعر بالهجوم، فمن المرجّح أن تتصرف بِطُرُق دفاعية.
على سبيل المثال؛ إذا حاول شريكك مناقشة مشكلة ما، فقد تتجاهل اللوم، أو تصبح عدائيًا، أو تدلي بعبارات شاملة مثل: "أعلم أنك لا تحبني حقًا"، يمكن أن يعيق ذلك المحادثات المفتوحة التي تجعلكما تشعران بالأمان في التعبير عَمّا تشعران به.
2. النقد
في بعض الأحيان، يأتي الموقف الدفاعي من النقد أو عدم الشعور بالقبول كما أنت.
قد يعني الانتقاد التركيز على ما تعتقد أنه أخطاء شريكك، والتعبير عن عدم موافقتك على شيء فعله أو قاله.
ليست كل ردود الفعل نقدًا، لكن النمط المستمر من اللوم أو التصحيح أو التنقيب يمكن أن يخلق ديناميكية غير آمنة عاطفيًا.
3. الازدراء
الازدراء هو الاعتقاد بأن شخصًا ما أو شيئًا ما قد لا يستحق قبولك أو احترامك، في أي علاقة؛ يمكن أن يتضمن التواصل بازدراء؛ السخرية والشتائم واللغة العدائية والسلوك غير اللفظي مثل تحريك العين، قد يؤثر التصرف بازدراء على الثقة ومدى شعورك بالأمان أنت وشريكك مع بعضكما البعض.
4. الممانعة
الممانعة هي ما يشير إليه الكثيرون باسم "المعاملة الصامتة".
في بعض الأحيان قد يتضمن ذلك أيضًا الابتعاد جسديًا أثناء المحادثة، أو الظهور بمظهر مشتت على الهاتف، أو مغادرة الغرفة بينما لا يزال الشخص الآخر يتحدث.
نظرية أسلوب التعلّق: التغيير ممكن
خلال الخمسينيات من القرن الماضي، طور المحلل النفسي البريطاني جون بولبي نظرية التعلّق، التي تنص على أن ارتباط الطفل بمقدمي الرعاية الأساسيين له؛ يشكل كيفية تعامله مع جميع العلاقات الأخرى طوال الحياة.
تشير الأبحاث المنشورة في عام 2019 إلى أن أسلوب الارتباط لدى الشخص يمكن أن يتغير بمرور الوقت.
إذا كنت تشعر أنك أو شريكك تستخدمان أسلوب التعلق القلِق أو غير الآمن، فهناك أدوات للتعامل معه يمكن أن تساعد في تطوير طرق أكثر أمانًا للتواصل مع بعضكما البعض.
علامات تدل على أن لديك أمانًا عاطفيًا في علاقتك
كل شخص مختلف، مما يجعل جميع العلاقات فريدة من نوعها، إن الرابطة التي تطورها أنت وشريكك هي مزيج من العالَمين والخبرات والتوقعات.
العلامات الرئيسية للأمان العاطفي في العلاقة هي أنكما تشعران بالراحة والأمان والثقة تجاه بعضكما البعض والارتباط، وهذا يساعد على بناء رابطة محبة ودائمة.
فيما يلي خمسة أشياء أخرى يمكن أن تشير إلى أنك وشريكك قد طورتما الأمان العاطفي:
العلامة رقم 1: أنت لا تفكر في ماضيك
إن الخوض في العلاقات والتجارب والتحديات السابقة قد يجعل من الصعب الاستمتاع بالحاضر، يمكن أن يكون أيضًا وسيلة لتجنب الانفتاح مع شريكك الحالي أو ذريعة لتجنب العمل على عقبات الطرق الحالية، إن القدرة على التخلي عن الماضي والاستمتاع باللحظة؛ يمكن أن تساهم في خلق رابطة قوية.
العلامة رقم 2: يمكنك أن تكون نفسك الحقيقية
مِن الصعب أن تكون ضعيفًا وتُظهِر نفسك بالكامل لشخص آخر، في ظل ديناميكية آمنة عاطفيًا، يمكنك أن تشعر بالراحة في التعبير عن نفسك وإظهار جوانب مختلفة من نفسك لشريكك، قد تشعر أيضًا بالأمان إذا اخترت الاحتفاظ ببعض أغراضك الخاصة لنفسك.
العلامة رقم 3: أنت لا تسعى إلى التحقق المستمر
على الرغم من أنه قد يكون من الطبيعي الاستمتاع بالطمأنينة من شريكك، إلا أن الحاجة المستمرة إلى الراحة منه قد تكون علامة على أنك قد تشعر بعدم الأمان أو الخوف، على سبيل المثال، قد تكون في حالة معاناة مِن قلق الهجر.
عندما تكون آمنًا عاطفيًا في العلاقة، فإنك تطوّر ثباتًا يمكن أن يجعلك تشعر أن الرابطة ستظل قوية حتى عندما تكونا منزعجان من بعضكما البعض أو منفصلين جسديًا.
العلامة رقم 4: تشعر أنك رأيت، وسمعت، وفهمت
في ظل ديناميكية آمنة عاطفيًا، يمكنك أن تشعر بالراحة في التعبير عن نفسك بأمانة تامة، مع العلم أن شريكك يراك بوضوح وسوف يستمع إليك بعناية، عندما تنشأ الصراعات، يمكنك التعامل معها من هذا المُنطلق بتفاهم متبادل.
وهذا ما يشير إليه بعض الناس بالتوافر العاطفي، إن كَوْن أنّكما حاضران عاطفيًا ومستعدان لبعضكما البعض؛ هو علامة على الأمان العاطفي في العلاقة.(يتبع)
*استشاري نفسي كاتبة/مصر
|