القاهرة 24 ديسمبر 2023 الساعة 02:05 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من عمرنا، مر بكل ما به من حكايات لم ترو وقد تروى يومًا.
لم أكن أومن يومًا بحتمية إعطاء فرص أخرى لمن مروا بحياتنا يومًا ونكن لهم قدرا من التقدير.
لوهلة اعتقدت أن لا شيء يستحق فرصًا ثانية وأن هذه القاعدة تطبق على مناحي الحياة كافة.
سواء أكانت علاقة عمل أو علاقات خاصة وحياة بشكل عام.
لا أخفي عليك أني أتعجب كثيرًا من تغيير قناعاتي المفاجئ.
اعتدت أن أكون حازمة في بعض المواقف لا سيما الحياتية منها.
اكتشفت أن هذه الصرامة بدأت تتلاشي وتختفي رويدًا رويدا ربما بسبب ما عاصرته من الحرب وتفاصيلها شاهدت الأسوأ أيقنت أننا نعيش مجرد احتمال على قيد الحياة.
فتوجب على أن أعيد تفكيري وأن أعطي للآخرين فرصة أخيرة ربما لأن الحياة تستحق منا ذلك.
عزيزي عمر خورشيد،،
اجتمعت مؤخرا بشباب وشابات العائلة في تجمع عائلي طارئ من مختلف الأعمار تحدثنا كثيرًا وتناقشنا أكثر.
لاحظت أن الشاب ما زال محور حياة الفتاة والفتاة لا يزال محور اهتمامها الشاب، أعلم أن خلاف هذا هو اغير الطبيعي لكني أعتب عليهم فقط حصر اهتماماتهم في البحث عن أنثى أو نيل رضاهم أو العكس.
فالحياة مليئة بكل ما يستحق أن نعيشه، أن نجربه بخلاف الحب ربما كان الحب وقودًا للبحث عن الذات دافعًا لتحقيق الأحلام في مرحلة ما من حياتنا لكن لا تنكر أنه لا بد أن يقترن وجود الحب بالحلم.
دون الحب لا يوجد حلم، لذا أتعجب من كون هناك أحدهم يختزل الحياة في الحب فقط أو شخص فقط.
لدينا في اليوم 24 ساعة تسمح بالحب والعمل والدراسة والتعبد والدعاء والمزاح والتنزه والقراءة والصلاة والمناجاة.
لدينا العديد لنملأ به فراغ أيامنا، لماذا لا يفعلون، لماذا يحصرون وجودهم في شخص بغيابه تتوقف الحياة وتنهدم.!!
عزيزي عمر خورشيد،،
اعتدت أن أتعلم كل عام شيئًا جديدًا، أشعر أنه لم يعد لدي متسع من الوقت للنهل من نعيمها الدنيوي، لذا تعلمت مبادئ فن النحت والرسم والتريكو ولغات وترجمة والزراعة والطهي والموسيقى. وكل ما هو متاح عبر شبكات الإنترنت وممتع ومفيد.
لذا أنصح الجميع بألا يقضوا أيامهم في البكاء على ما كان والرغبة في الانتقام.
تعلم شيء جديد كل عام ربما وجدت نفسك مع ما تتعلمه يومًا ربما وجدت ذاتك هدفك المفقود وسط طاحونة الحياة.
التحقت بكورس لتعليم التمثيل المسرحي وكتابة النص المسرحي باحتراف، وعلى يد مختصين، تجربة ثرية جديدة حافلة بالمعلومات والفن والمعرفة. لم أتخيل نفسي يومًا ممثلة، لكني سعدت بتجسيد موقف أولي، ارتجالي طلبه منا المحاضر.
استحضرت كل المشاهد والصور التي قابلتني طيلة حياتي فوق ظهر هذا الكوكب. فخورة بهذه التجربة الجديدة. وممتنة للظروف التي أتاحت لي هذه الفرصة.
عزيزي عمر خورشيد،،
أتعجب حقًا من سكان هذا الكوكب ما زال بيننا أشخاص تفضل أن تعيش وحيدة وأن ترحل وحيدة.
لا هم لها في هذه الحياة سوى الحصول على طعام وعلى مكان آمن للنوم. أتعجب من عزوفهم عن متع الحياة حصروا أنفسهم في محيط ضيق جدًا جدًا سواء جغرافيًا أو أسريًا.
أضع نفسي مكانهم وأتساءل هل تعرضوا لخذلان ممن يحبون فأثروا البقاء بعيدًا، يراقبون الآخرين وهم يحاربون عبثية الحياة.
هل خافوا من البدء من جديد، هل خافوا الخروج من قوقعتهم المحدودة جدًا.
لم أعتد أن أصدر الأحكام على أحد، فأنا من أنصار البحث عن السعادة حتى ولو كانت هذه السعادة في العزلة والانزواء.
كل ما ألومه فقط هو الاستسلام لرغبة العزلة، جميعنا نميل للعزلة لكننا نشتاق أيضًا للصخب، للمغامرة، للحركة، للخروج والتنزه لتغيير رتم حياتنا.
لأنه على سطح هذه الأرض ما يستحق الحياة.
عزيزي عمر خورشيد،،
أيام قليلة ونودع عامًا ثالثًا من عمر رسائلنا عشنا فيه الكثير من الأحداث والحب والحياة.
لذا كن على الموعد، كن بخير لأكتب لك مجددًا.
|