القاهرة 19 ديسمبر 2023 الساعة 10:14 ص
تغطية: سماح ممدوح حسن
منذ بداية الأحداث فى السابع من أكتوبر2023 وحرب الإبادة التى يشنها الكيان الصهيوني المحتل على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عامة وقطاع غزة خاصة، لم تتوانَ جموع المصريين بجميع القطاعات الرسمية والشعبية، كما هي الحال دائما، بمناصرة الفلسطينيين الأخوة وأصحاب الأرض، كلٌ بطريقته. ومن اللافت هذه المرة ضخامة إدراك الأطفال ومشاركتهم بالتعبير عن الغضب لهذه المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
-
"مِن صعيد مصر، هنا فلسطين"
وفى هذا السياق، نظمت مؤسسة مجراية الثقافية فى مدينة ملوي بمحافظة المنيا فاعليات خاصة بعنوان "مِن صعيد مصر، هنا فلسطين" بهذه القضية ما بين عروض سنيمائية تعرض أسبوعيًا في مقر المؤسسة، أو عروض مسرحية تعبّر عن القضية، وهذه المرة جاء العرض المسرحي الختامي للفاعليات من الأطفال بمسرحية "الشال, دراما تسجيلية لأحداث لن تُنسى".
-
"الشال، دراما تسجيلية لأحداث لن تُنسى"
تحكي مسرحية "الشال، دراما تسجيلية لأحداث لن تنسى" ببساطة عن الأحداث الموجعة التي يعيشها الفلسطنيون حاليا وتعرضها جميع وسائل الإعلام ويتابعها العالم بأسره، قصف وحصار وتجويع، قتل أو بمعنى أدق إبادة لأهل غزة بالصواريخ الإسرائيلية والأسلحة المحرمة دوليًا. وفي العرض مثّل الأطفال بعضًا من حالات لقتل أطفال انتشرت أخبارهم للأسف على أنها حكاية موتهم. وفي العرض ذكر الأطفال الذين يحكون على لسان الضحية، اسم الطفل المتوفي وعمره، ليأكدوا على أن من قتلتهم إسرائيل ليسوا مجرد أرقام، هم بشر يملكون أسماء وكانت لديهم أحلام، ويسجلوا حكاية من قُتل حتى لا ننسى.
أما أبطال العرض الأطفال ممن لم يتجاوز عُمر أكبرهم الثانية عشرة وأصغرهم أربعة أعوام، وهم" أنجي وإياد هيثم العريني، جوري، مصطفى وليان ضياء، فلورانس بشوي، ماثيو أيمن، لين محمد وعمر أحمد، خديجة وعلى محمد قرشي" وقد صاغ هذه الملحمة الفنية رؤية وغناء وإخراج، المخرج أسامة طه.
من أجمل سمات عرض الشال أنه كُتب بأيدي ناس عاديين لم يكونوا متخصصين في الكتابة المسرحية، بل هم أولياء أمور الأطفال من رواد مؤسسة مجراية وهم: "شيماء أحمد، نفين يحيى، مروة نجاح"، كتبوا ما أحسوا به تجاه ما يحدث فى الأراضي الفلسطينية "كتابة من القلب" لتجد كتابتهم صدى طيبًا لدي الجمهور الذي حضر العرض "وصلت إلى قلوبهم" بكل صدق. ولم يقتصر دور هؤلاء على الكتابة فقط بل درّبوا الأولاد على النص والآداء على المسرح.
قبل الأحداث، ظن الكثيرون أن الجيل الحالي من صغار السن والأطفال بعيدين تمامًا عن قضية كالقضية الفلسطينية، ربما ظننا أن جيل"التيك توك، TikTok" لا يأبه ولا يعرف ما يحدث من حوله، لكن المفاجأة كانت فى وعي وأداء الأطفال بما يقدمون وبتاريخية القضية وأهميتها الوجودية. ولهذا فقد كان الحضور لمشاهدة العرض الذي استمر لمدة يومين، حضورًا كثيفا من جمهور أشاد بالعرض بعدما تفاجأ بجودة ما يشاهد.
|