القاهرة 17 ديسمبر 2023 الساعة 04:23 م
![لا يتوفر وصف.](https://scontent.fcai1-2.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/410486311_2039941646340407_6370465719229547821_n.jpg?_nc_cat=103&ccb=1-7&_nc_sid=8cd0a2&_nc_eui2=AeEY_JlZaeTsWyD81vV4JK4gbJ4vt8OBMiRsni-3w4EyJAjMH-Uw5h6rAW-Al9EyDtzL8Wee2nsg5K7U1Z6nBFzA&_nc_ohc=ogcHm0hpnegAX9COaXp&_nc_ht=scontent.fcai1-2.fna&oh=03_AdRWm47Z3BKSkJ4TburCKDrs-R1dyQIn-YmWjG_FrZkCUw&oe=65A69139)
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مر أسبوع آخر من عمرنا، أمطرت السماء أخيرًا بشكل مفاجىء، وأنا في الشارع لم أجد حولي ما أحتمي به من المطر، لم أفكر في البحث من الأساس على شيء كهذا، انهمرت الأمطار بغزارة فغسلت الشوارع، والمارة، والحافلات، والشجر، وقلبي معهم.. سرت تحت المطر بسعادة طاغية، من النادر أن تمطر بغزارة وأنا تحت السماء وحدي..
أجمل ما في المطر أنه بعد أن يتوقف تشعر أنك ولدت من جديد، فلا الأرض أصبحت كالسابق، ولا الأشجار ظلت كما هي، كذلك أنا! أشعر أني لم أعد كما كنت مع المطر، أدعو الله كثيرًا كثيرًا.. أدعو لكل غال على قلبي، حتى قططي ينالها جزء من دعواتي، التي اتمنى أن تُستجاب.
بعد أن تمطر السماء وتتغير رائحة الهواء، أشعر أن رائحة المطر وحدها قادرة على محو سنين من الحزن والألم، رائحة المطر قادرة أن تبث السعادة في الروح.. لا أدري هل هذا شعوري وحدي أم أن هناك غيري ممن يقدس الشتاء بلياليه الجميلة الهادئة؟!
الدفء في الشتاء له طابع خاص، يكفي أن تسمع كلمة من شخص توقن من حبه، فيبث فيك دفء الكون، يكفي أن تجلس قرب قلب يدق بحب ليغمرك بدفء يفوق قدرة الشمس على تدفئة الكون.
عزيزي عمر خورشيد،،
قابلت صديقة الممر، تلك الصديقة الرائعة التي لا غبار عليها، جميلة الطبع والطباع، يروقني مزاحها، تعليقاتها، عفويتها التي تغرقنا في وصلة ضحك متصلة.. بعد أن أغرقتني مياه المطر جاءت هي كسفينة نوح انتشلتني من الغرق، تجولنا معًا وقضينا يومًا من أجمل أيام العمر، سر تميز لقاءاتنا أننا لم نعد لها سلفًا..
أقف حائرة أمامها، ماذا أفعل كي أسعدها أكثر، ما الذي يمكن أن أقدمه لها حتى تظل الابتسامة تزين وجهها.
نحرص على أن نتقابل يومًا على الأقل خلال الأسبوع، رغم ضيق الوقت وانشغالنا، أشعر أننا بحاجة لإعادة شحن قوانا بالإيجابية والجمال والحب حتى نكمل رحلتنا على ظهر هذا الكوكب.. لقاؤنا لم يعد لقاء عابرًا أو مجرد لقاء صديقيتين فقط، بيينا رابط سحري جميل أدعو الله ألا ينقطع أبًدا.
عزيزي عمر خورشيد،،
نودع معًا عاما من عمرنا، أنا وكل من يتابعنا ويقرأ رسائلنا، نختتم عامًا به الكثير من الأحزان ولا يزال، إلا أنه لا بد أن تشرق الشمس، وطالما أنها ما تزال تشرق في موعدها فهذا يعني أن تتجدد الأحلام، لأن هناك من يستحق الحياة..
عزيزي عمر خورشيد،،
يمر عام على فراق أمي الغالية، مر عام كامل دون وجودها في حياتنا على ظهر هذا الكوكب الصاخب جدًا، لكنها لم تغب لحظة عن قلبي وذهني وأحلامي.. لا أخفي عليك أنه رغم غيابها المفجع إلا إني ادركت أن رحيلها كان رحمة لها من العديد من السيناريوهات المتوقعة، خاصة بعد وعكتها الصحية الأخيرة.
ازداد يقيني بأن رحيلها رحمة من الله عندما اختتم هذا العام بالحرب على غزة، بما بها من مشاهد يندى لها الجبين.. أعلم أنها عاصرت حرب 67 وهي طفلة، وعاصرت 73 وهي شابة يافعة، لكن يظل ما تسمع من أهوال أهون من مشاهدت أدق تفاصيل الرحيل والموت والألم والدمار لحظة بالحظة، أشفقت على قلبها الحنون الذي جاهدت في إخفاء رقته طيلة عمرها، أشفقت عليها من معاصرة أحداث تفوق قدرتنا على التحمل..
ليس من اليسير أن ترى أبرياء عزل يرحلون في أسراب للسماء، تاركين أحلاما لم ولن تتحقق، وذكريات وأيام لا تُنسى.. تركوا لنا كل شيء، وأخذوا معهم كل شيء..
عزيزي عمر خورشيد،،
كل عام وأنت أيقونة الحب، والسلام، والرومانسية المطلقة..
لذا كن بخير لأكتب لك.
|