القاهرة 05 ديسمبر 2023 الساعة 10:15 ص
بقلم: حسين علي غالب بابان
لا أذكر بالتحديد متى كانت المرة الأخيرة التي أمسكت فيها بالقلم، واستخدمته وبدأت بكتابة موضوع أو قصة أو قصيدة قصيرة؟
إنني أحاول أن أنبش ذكرياتي رأسًا على عقب باحثًا عن التاريخ المحدد، ولكنني فشلت.. نعم فشلت في بحثي فأنا أكتب كل شيء عبر جهاز الكومبيوتر منذ وقت طويل حيث أصبحت أصابعي تقفز هنا وهناك فوق لوحة المفاتيح الصغيرة، وأحدد حجم الخط الكبير ونوعه ودائمًا أختار لون الخط وهو الأسود والأخطاء الإملائية يظهر تحتها الخط الأحمر، رغم هذا فإن عددًا من أصدقائي يقولون لي اترك جهاز الكمبيوتر فلقد باتت قديمة وأذهب إلى الهاتف المحمول لأنه أسهل وأسرع وأشد دقة.
القلم أصبح مكانه في جيبي كما هي حال المنديل أو نظارتي لا أخرجه إلا ما ندر للتوقيع أو كتابة سطر أو سطرين في مكان عملي، وبعدها يعود في جيبي حتى يشأ القدر وأتذكره مرة أخرى وأخرجه، أو قد أضعه في جيب قميصي كنوع من الزينة كما يفعل الجميع.
قال لي في أحد المرات أديب عزيز على قلبي بأن جهاز كومبيوتر قد تعطل في بيته ، واضطر أن يكتب موضوع أدبي بالورقة والقلم لكنه فشل حتى إنه اشمئز من خطه الركيك مما جعله يمزق الأوراق ويذهب إلى مبنى الجريدة التي يعمل بها وكتب موضوعه عبر جهاز الكمبيوتر الموجود في مكتبه.
كل شيء له نهاية، ويبدو أن "القلم" يعيش أيامه الأخيرة مع شديد الأسف فالتكنولوجيا التي تتطور بسرعة البرق سوف تطيح به شئنا أم أبينا ، قد نجد بعضًا ممن يستمتعون بلذة استخدام القلم وبجمالية الخط العربي ولكن سوف يصبحون من محبي "التراث" وفئة قليلة للغاية.
|