القاهرة 28 نوفمبر 2023 الساعة 10:27 ص
قصة: جابرييل جارثيا ماركيز
ترجمة: أسامة الزغبي
هوجو، لص يسرق فقط في نهاية الأسبوع، يدخل منزلًا مساء يوم السبت. تكشفه آنا ربة المنزل، ثلاثينية حسناء ومصابة بمتلازمة السهر، متلبسًا هددها بالمسدس، فسلمته المرأة كل المجوهرات والأشياء الثمينة، وتطلب منه ألا يقترب من باولي، طفلتها ذات الثلاث سنوات. ومع ذلك، تراه الطفلة، يستميلها ببعض الخدع السحرية. يفكر هوجو: "لماذا أرحل مبكرًا، وكل شيء مريح هنا؟".يمكنه قضاء كامل عطلة الأسبوع والتمتع التام بكل شيء، لأن الزوج ــ يعرفه لأنه كان قد تجسس عليهم ــ لن يعود من رحلة عمله حتى مساء الأحد. لا يطيل اللص التفكير: يرتدي بنطلون رب المنزل ويطلب من آنا أن تطبخ له، وأن تُخرج زجاجة النبيذ من القبو وأن تضع موسيقى ليتناولوا العشاء على إيقاعها، فلا يمكن العيش دون الموسيقى.
أثناء إعداد آنا، القلقة على باولي، للعشاء، تخطر لها فكرة كي تطرد اللص من المنزل. لكن لا تتمكن من المضي قدما في خطتها لأن اللص قطع أسلاك التليفون، والمنزل في مكان ناء، والوقت متأخر ولن يسعفها أحد. تقرر آنا أن تضع حبة منومة في كأس هوجو. أثناء العشاء، يكتشف اللص، الذي يعمل حارسا في بنك بقية الأسبوع أن آنا هي مقدمة برنامجه المفضل في الإذاعة، برنامج الموسيقى الشعبية الذي يستمع إليه كل ليلة، ولا يفوته أبدا. كان هوجو من أشد معجبيها، وأثناء استماعهم لبيني موريه يغني أغنيته (كيف كان الأمر) من خلال شريط كاسيت، كانوا يتكلمون عن الموسيقى والموسيقيين. تندم آنا على محاولتها تنويمه لأن هوجو يتصرف بهدوء وليس لديه نية إيذائها أو اغتصابها، ولكن فات الوقت لأن المنوم كان بالكأس الذي يشربه اللص بمتعة عظيمة. ورغم ذلك، كان قد وقع خطأ، كانت هي من تناول الكأس الذي به المنوم. تذهب آنا في النوم سريعًا.
تستيقظ آنا في الصباح التالي بكامل ملابسها ومغطاة بالكامل بلحاف، بغرفة نومها. في الحديقة، يلعب هوجو مع باولي، بعد أن انتهيا من إعداد الفطور. تفاجأ آنا بمدى الانسجام بينهما. علاوة، على إعجابها بمدى براعة طهو هذا اللص، في نهاية المطاف، وبعد كل ذلك، فهو جذاب جدًا. تبدأ آنا في الشعور بسعادة غريبة.
في هذه اللحظات تأتي صديقة لتعزمها على الغداء. يتوتر هوجو لكن آنا تدّعي أن الطفلة مريضة وتودعها في التو. هكذا يظل ثلاثتهم بالمنزل مستمتعين بيوم الأحد. يُصلح هوجو النوافذ والتليفون الذي قطعه بالليلة السابقة، وهو يدندن. تنتبه آنا أنه يجيد رقصة الدانصون الكوبية ببراعة، وهي الرقصة التي تعشقها ولم تمارسها مع أحد على الإطلاق. تقترح عليه أن يرقصا معًا مقطوعة ما ويلتحم جسداهما وهما يرقصان بهذه الطريقة لوقت متأخر. تراقبهما باولي، تصفق، وفي النهاية يغشاها النعاس. ينتهي بهما الأمر ملقين على كنبة في الصالة، منهكين.
كانا قد نسيا، أنه حانت لحظة عودة الزوج. رغم رفض آنا، يعيد لها هوجو كل ما سرقه، ويعطيها بعض النصائح حتى لا يقترب اللصوص من منزلها، ويودع السيدتين بقدر من الحزن. تراه آنا وهو يبتعد. تنادي عليه آنا وهو على وشك الاختفاء. عندما يعود تخبره، وهي تنظر بقوة لعينيه، أن زوجها سيعاود السفر في نهاية الأسبوع القادم. يذهب لص يوم السبت سعيدًا، يتراقص في شوارع الحي، أثناء حلول المساء.
|