القاهرة 28 نوفمبر 2023 الساعة 10:21 ص
قصائد من ديوان
أشعار: دجو كوستولاني - المجر
ترجمة: د. عبد الله عبد العاطي النجار
مثل
مِثل المريض الذي يرجع بذاكرته
مفكرًا في صحته، زارفًا الدمع على ما ولّى دون أن يدري،
أعتقد أنني سأرجع، من حظي السيئ
إلى شبابي، رجلًا ذا روح واهية.
آه، هل كانت لي شجرة الزيزفون القديمة،
التي جرى عليها الليل الريفي –
وهل كنت أنا رفيق سفر الفتاة،
مَن كان يضع الغطاء البنفسجي على شعره الغجري؟
أواصل تلويني لشجرة الزيزفون القديمة،
ورفيقَ حياتي القديم جدًّا،
مثل المريض الذي في حُماه الشديدة، المريرة
يُقلب صورًا حلوة
ويحلم أنه يسير أسفل التلال
أمامه كلبه ... حاملًا عصًا بين ذراعيه.
موكب الظلال الأبيض.
أيها الموكب السري الصامت،
لماذا تجلبك أمامي الآن كلُّ ساعة؟
يا إلهي، ما هذا؟ كيف أمكن لي
أنني نسيتهم جميعًا
رفاقي، الناس.
يمرون بسرعة في جيش عملاق،
أشباح ضبابية، شعب حزين، هزيل،
معروفون وغير معروفين.
يتقاطعون مع طريقي واحدًا واحدًا،
أسمع العديد من الكلمات الصامتة، العجيبة،
وترن كما في الماضي ، منذ زمن بعيد.
رفاقي الصغار، أيها اللاعبون في التراب،
رافعين رؤوسكم الشاحبة
تزحفون خارجين من الحدائق الخريفية.
ذابلات، حزينات،
تظهر في الليل فتيات شاردات الذهن،
وتحدق أفواههن الكبيرة، الصامتة إليَّ.
أجلس منكفئًا، وأشاهد باكيًا،
كيف يتأملن دون انقطاع
وتطير معهن وترفرف بلون أبيض
حياتي، حياتي.
ظهر القمر.
الآن تصطدم رغباتي باللا نهاية.
يا إلهي، كيف أسير
هكذا بلا هدف،
تطاردني رغبة خرافية، عتيقة، قديمة
بطولية ذات ألفي سنة، قادمة من السماء.
ليتني شبح، غناء صالح
وظل لعابد قديس.
سأتوقف عند النوافذ الحزينة،
في الصمت حيث تطن ذبابة.
سأركض بعيدًا، أبعد فأبعد،
وسأضل، سأسرح.
سأسير غربًا وشرقًا،
وسأنتظر حتى ينسوني.
|