القاهرة 28 نوفمبر 2023 الساعة 10:18 ص
نصوص أو متون التوابيت عبارة عن مجموعة من التعاويذ الجنائزية المكتوبة على التوابيت ابتداءً من عصر الانتقال الأول. والمجموعة مكونة من حوالي 1185 تعويذة. واشتُقت جزئيًا من نصوص الأهرام. واحتوت على تعاويذ جديدة جوهرية كانت تتعلق بالرغبات اليومية. مما أشار إلى وجود جمهور مستهدف جديد من عامة الناس. ويعود تاريخ نصوص التوابيت إلى عام 2100 قبل الميلاد.
وكان يمكن للمصريين الذين كانوا يستطيعون تحمل تكلفة التابوت الحصول على تلك التعاويذ الجنائزية. ولم يعد للملك الحق وحده في الحياة الآخرة. وتمت كتابتها على توابيت عصر الدولة الوسطى، وأحيانًا على جدران المقابر، والصناديق الكانوبية، والبرديات، وأقنعة المومياء. ونظرًا لمحدودية أسطح الكتابة لبعض تلك الأشياء، كانت التعويذات مختصرة. فظهرت نسخ طويلة وقصيرة منها. وتم نسخ بعضها لاحقًا في كتاب الموتى.
وعلى عكس نصوص الأهرام التي ركزت على العالم السماوي، أكدت نصوص التوابيت على عناصر الحياة الآخرة التي كان يحكمها الإله أوزيريس في الدِوات. وصارت الحياة الآخرة الأوزيرية متاحة للجميع. وكان يشار إلى المتوفى باسم أوزيريس (ثم اسم المتوفى). ووصف ذلك العالم بأنه مليء بكائنات مهددة وفخاخ وشراك. وكان يجب أن يتصدى لها المتوفى. وكانت تسمح تعاويذها للمتوفى بحماية نفسه من تلك الأخطار والموت ثانية. وضمت موضوعًا جديدًا وهو أن أوزيريس ومجلسه سوف يحكمان على جميع الناس وفقًا لأفعالهم في الحياة. وأشارت النصوص إلى استخدام الميزان، الذي أصبح اللحظة المحورية للحياة في كتاب الموتى.
وتناولت النصوص المخاوف الشائعة من الأحياء، مثل الاضطرار إلى القيام بعمل يدوي، مع تعاويذ للسماح للمتوفى بتجنب تلك المهام غير السارة. وكانت تجمع بين أعمال الطقوس المقصود منها الحماية، وتعبيرات عن التطلع إلى وجود مبجل بعد الموت، وتحولات وتغييرات البا والآخ، وغير ذلك، بالإضافة إلى أوصاف أرض الموتى ومناظرها الطبيعية وسكانها. وشملت تلك سِخت حِتب (أو حقل القرابين) ومسارات "رَا سِتاو" ومقر إقامة أوزيريس. ومن نص التوابيت رقم 1130، نذكر ما يلي:
-أكرر لك الأعمال الصالحة التي فعلها قلبي لي.
صنعتُ الرياح الأربع، لكي يتنفس كل رجل في وقته.
لقد صنعت الغمر العظيم، حتى يفيد منه المتواضعون مثل العظيم.
جعلت كل رجل مثل رفيقه.
أنا لم آمرهم بارتكاب خطأ.
هي قلوبهم التي تعصي ما قلته.
خلقت الآلهة من عرقي والناس من دموع عيني.
|