القاهرة 26 نوفمبر 2023 الساعة 06:11 م
بقلم: رابعة الختام
سارة عادل محمود.. ثلاث كلمات تعني السعادة، اسم يبعث في نفسك الفرح.. قاصة وروائية يمنية مقيمة بمصر، رغم كونها من ذوي الهمم إلا أنها حفرت إسمها بإصبعين إثنين فقط، هما ما تستطيع استخدامهما في يديها، فهي مصابة بشلل دماغي، ولكنها صفعت كثيرًا من الأصحاء المتنطعين والكسالى صفعة بالغة القوة والقسوة.
لم تترك جسدها أسيرًا للكرسي المتحرك، بل أثرت المكتبة العربية بثلاث مجموعات قصصية للأطفال، وخمس روايات، ناقشت منها مؤخرًا رواية "أنا لم أقتله ولكن الحب الذى قتله"
ومجموعتها القصصية للأطفال بعنوان "زائل الظل" التي تضم بين دفتيها ستا وعشرين قصة جاءت في 90 صفحة من إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر، موجهة للأطفال، كتبتها بإسلوب تشويقي، حيث حديث النباتات والزهور والحيوانات في عالم غرائبي ممزوج بالسحر والقدرات الخارقة، كتابة تسافر معها بالخيال الطازج لفتاة بعمر شابة وقلب طفل.
تسبح بخيال الطفل لأقصى مدى بكتابة شفيفة تحمل بعضا من روحها البسيطة، إلى جانب رسائلها الضمنية للأطفال المفعمة بالقيم، والمفاهيم الأخلاقية التربوية، الداعية للمحبة والتآلف بين القلوب ونشر السلام، ويتجلى هذا المعنى في قصة "الملك الضليل".
كما نجد عدم التسرع في الحكم على الآخرين من مجرد مظهرهم، كما في قصة زائل الظل التي حملت المجموعة عنوانها، وكذا قصة الصديق الحقيقي وتجنب إيذائه في قصة سمية الشقية، كما تحدثت عن رذائل نفسية كالطمع وما يجره من خيبات وحسرات.
فتحت للأطفال بابا للخيال والتحليق في الآفاق فلم تكتف بالتفسيرات العلمية لبعض الظواهر، بل جنحت بخيالها لتأويلات جديدة لظوهر طبيعية أخرى، كما في قصة "زائل الظل" بأن الظلال مخلوقات تسكن في زمن بعيد وعالم غريب، وكان يراودها حلم الالتصاق بشخص من البشر، وحدث في يوم من الأيام زلزال وفيضانات مدمرة أدت لتشتت وتفرق المخلوقات في أركان الأرض حيث يعيش الناس، وحققت حلمها بالتصاقها بالبشر كما تقول في نهاية القصة: فعاشت هذه المخلوقات حياتها ملتصقة بهم، تتبعهم في كل مكان، وبذلك يكون قد تحقق حلم الظلال.
وفي قصة "جزيرة المشاعر" ترسم صورة خيالية لمنبع كل المشاعر التي تعج بها نفوس البشر، من جمال وخيال صدق وسحر وحب وحزن ويأس وألم وفرح وغيرها، المشاعر تعيش في جزيرة مع بعضها، ثم تفرقت، وأصبح الجمال والسحر موجودين في الطبيعة، وعاش الخيال في أذهان البشر، واستقر الحب في قلوب الناس، أما الحزن واليأس والبكاء والدموع فكانوا يأتون في أوقات المصائب، أما الغموض فكان يأتي في أوقات الخوف والقلق من شيء ما، لكن الفرح والسعادة والضحك والمحبة والوئام والابتسامة فكانوا يأتون في الأوقات الجميلة حينما يكون الناس بنفوس صافية، وقلوب سعيدة ومزاج رائق.
سارة عادل محمود فتاة يمنية مقيمة بمصر، حاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية، كاتبة وقاصة وروائية، بدأت مشوار الكتابة وهي في سن الثانية عشرة، نشرت أعمالها لقصص الأطفال والخواطر فى مختلف الصحف والمواقع.. وتفضل سارة كتابة قصص الأطفال لأنها مدرستها الأولى التي تعلمت فيها الخيال، والجمال وعشق العزف بالكلمات.
وعن روايتها "انا لم اقتله ولكن الحب الذي قتله" قال الناشر عماد سالم مدير دار نشر " يسطرون": تحمست للغاية لكتابات سارة فهي محاربة عنيدة وقوية، وتبنيت نشر الرواية من خلال الدار، فالرواية تفك شفرة الحب التملكي والطامع في الهدم والاستحواذ، من خلال جريمة قتل لشاب قتلته مربيته بعد فشلها في السيطرة عليه وتزويجه لابنتها، وحولت جثته لتمثال حتى تظل تنظر إليه وحدها، وتحل اللغز طبيبة شرعية بعد رحلة مليئة بالتشويق والإثارة والغرائبية.
تقول سارة لـ"مصر المحروسة": لم تشعرني أمي الدكتورة إيمان البيضاني بإعاقتي، ولا أبي عادل محمود، بل دعماني إلى أن وصلت لاكتشاف ذاتي، فلدى كل منا موهبة يجب أن يجري ورائها ويعمل لتحقيق أحلامه، وهذا ما زرعته في أمي التي تعلمت بالأزهر الشريف واحتضنتها أرض مصر الطيبة.. وعن أحلام سارة الشخصية، فهي تحلم بالوصول للعالمية.
|