القاهرة 21 نوفمبر 2023 الساعة 01:28 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
في مجموعته الشعرية الجديدة "بخور الروح"، والصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة، يخوض الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني تجربة جديدة في مسيرته الشعرية الحافلة، يكشف لنا شاعرنا الموهوب عن النفس البشرية والكثير من أسرار الروح في سياقات تخييلية جديدة متنوعة مختلفة فارقة، ومن خلال تعبير أدبي شديد الدلالة يغوص في أعماق الوجود الإنسان، ويظهر لنا الطبيعة المزدوجة للوجود الإنساني في كيفية فهم ماهية العيش وهوية الحياة.
يطوع اللغة أقصى ما يكون التطويع لها، وينفذ ويسبر أغوار الحياة والموت والوجود، يراجع التعددية على كل المستويات، وينتصر للفردية، ويزاوج بين العدم والوحدة، ويمجد الانتصار الإنساني في معركته الأبدية للخلود والانتصار على الموت والفناء والعدم.
لغة الشاعر الكبير لغة رمزية دالة، خافية للوجود، وحاجبة للكثير من الأسرار. تفصح حين تريد، وتلغز حين تود، والمعنى يظهر جليًا أحيانًا في التصوير الفني للشاعر الكبير.
يشغل الوجود الشعري الوجود النصي كله، القضايا في نصوص الشاعر الكبير عديدة، تتجاور في نصوصه إشكاليات الحب، والقلق، والخوف، والعشق، والوجود، والعدم، والسعادة، والحزن، والضوء، والظلال، والمرأة، والمتاهة الأبدية التي يحياها الإنسان المعاصر في ظل الجائحة.
إن شعرية اللغة تضفي الكثير من الجمال على وجودية وعبثية الأشياء، يلعب الشاعر كثيرًا في نصوص على لعبة الإيهام وكسر رتابة النص الشعري التقليدي، يعيش في عالم متخيل متعدد الأبعاد والانفتاحات على عوالم عدة في ظل الوجود والمطلق والمتخيل، والرؤية الذاتية للشاعر تثري نصوصه الشعرية، والذات عنده هي سر العالم، والذات عنده هي مفتاح العالم.
وهكذا يخوض الجريفاني تجربة جديدة في هذه المجموعة الجميلة "بخور الروح"، فكل الشكر والتقدير والحب والاحترام للشاعر على هذه المجموعة المهمة والتجربة الشعرية الثرية، ولدار غراب للنشر والتوزيع على إصدار هذا العمل الشعري الفذ.
|