القاهرة 21 نوفمبر 2023 الساعة 01:24 م
كتب: صلاح صيام
نواصل الحديث عن العقاد، وعلى الرغم ممّا قيل وتردد عن حب العقاد للأديبة مي زيادة، وأليس داغر، ومديحة يسري التي اكتوى بحبها، فإنه ظل ينظر للمرأة نظرة دونية.
وكانت بطلته الأولى الأديبة "مي زيادة" وقد كان حبًا روحيًا لم يتجاوز حدود التعبير عن نفسه بلطف ونعومة في بعض الرسائل والقصائد الوجدانية، بينما كان الحب الثاني عنيفًا، ولكنه انتهى نهاية حزينة جعل العقاد يقول عن نفسه "الناس الذين يشيرون لي بأصابعهم لا يعلمون أنني من أشقى الناس وأتعسهم " .
كانت بطلة الحب الثاني فتاة اسمها "أليس" وكانت تعيش مع عائلتها في مصر، وقد كتب العقاد قصة هذا الحب في روايته الوحيدة التي تحمل اسم "سارة" ، وكانت نهاية الرواية حزينة لأن العقاد امتلأ قلبه بالشك تجاه حبيبته بل وظن أنها تخدعه وتخونه مع غيره لذا قرر قطع العلاقة والصلة معها.
والحب الثالث كان في سنة 1940 إذ تعرف العقاد على فتاة جميلة وكان اسمها "هنومة خليل"، وقد أحبها عباس ولكنه كان يدرك عدم إمكانية الزواج منها بسبب فارق السن الذي يحول بينهما حيث كان العقاد في الخمسين من عمره بينما كانت هي في العشرين من عمرها، وعلى الرغم من ذلك انشغل قلب عباس بحبها سنوات طويلة إلى أن اختطفها النجم السينمائي أحمد سالم للعمل معه في السينما ثم تزوجها وسرعان ما أصبحت نجمة مشهورة ، إنها الفنانة مديحة يسري.
وأخيرًا.. عاش العقاد طيلة حياته بمفرده دون أسرة ومات دون وريث يحمل اسمه من بعده، إلا أن ورثة العقاد قد فاقوا في العدد من تزوج وأنجب الذكور والإناث، إن ورثة العقاد هم ملايين من القراء حول العالم ورثوا عنه مؤلفاته وعلمه كي يتعلموا السبيل للنبوغ وكيف يكون الوصول إلى الهدف.
ويرى"العقاد" أن المرأة ناقصة كما ذكر وعرض أفكاره في كتاب "هذه الشجرة"، الذي استشهد فيه بآيات من الكتاب المقدس، والقرآن الكريم، وفلسفات شوبنهور المعروف عنه أنه ألد أعداء المرأة، وأيضًا فريدريش نيتشة ومعروف عنه التطرف الفكري والشيفونية التي استمد منها هتلر نزعته النازية.
ويرى العقاد أن المرأة أغوت الرجل منذ البداية ودفعته لأن يأكل من الشجرة المحرمة ويسقط في الخطيئة، ويرى المرأة محكومة لأنها ضعيفة، والدلال خير دليل على أن قيمة المرأة موقوفة على غيرها.
حتى الغواية لم يرجعها لها بل لطبيعة هواها في نفس الرجل، حيث هواها في نفسه شبيه بكل هوى ينمو بحكم العادة والفطرة كمقاومة التدخين مثلا! حتى معنى السكن جعل المرأة لا دخل ولا عمل لها فيه بل أرجع أصل المعنى من مغالبة الرجل لنفسه، المرأة كما يراها العقاد لا ينبغى لها أن تريد! بالإضافه لجوانب تناولها تناول أقرب للبيولوجي متناسيًا أن الإنسان بجنسيه روح وجسد. ويتابع العقاد في فصول كتابه "هذه الشجرة" وصفه وتحليله لضعف المرأة وعدم اكتمالها.
ولم يكن امتناع العقاد عن الزواج نابعًا من فراغ، فقد قيل عنه بأنه "عدو المرأة" بسبب آرائه ومقالاته التى وُصِفت بأنها عنصرية ومتطرفة، وبنظرة سريعة على كتاب "المرأة في القرآن" يمكننا استنتاج حقيقة عدوانه الداخلي وإنكاره لدور المرأة محاولا التأكيد على وضعها الضعيف في مقابل قوة الرجل.
ولم يكن للنقّاد أو للمثقفين والباحثين عن حقوق المرأة وحرياتها ومساواتها بالرجل، إلا أن يهاجموا العقاد بسبب غروره الدائم، واستهانته بقدرات المرأة ووصفها بالتافهة أحيانًا، ومصطنعة للغباء في حين آخر.
إن آراء العقاد في كتابه ذلك تحديدًا، معادية للتحرر الاجتماعي والفكري للمرأة العربية، وخلاصة ما يرى أن الرجل مخلوق مستقل والمرأة مخلوق تابع، واللافت أنه لم يستند لشرح الآيات من أية أسانيد أو شروحات غير ما فهمه هو وفسره باجتهاده ونظرته الخاصة، ما تسبب في الهجوم عليه واتهامه بقهر المرأة وتهميشها وإنكار دورها.. وللحديث بقية..
|