القاهرة 14 نوفمبر 2023 الساعة 12:20 م
كتبت: رابعة الختام
-
أسامة ريان: الأسطورة أحد مكونات العقل البشري
-
شريف العصفوري: الكاتب المسالم مع قارئه يقدم نصًا مفتوحًا على كل التأويلات
استضاف صالون شريف العصفوري الأدبي الكاتب والسيناريست محمد رفيع لمناقشة مجموعته القصصية الصادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع بعنوان "أساطير لم تحدث بعد" وتعد المجموعة ثورة على السرد الكلاسيكي القائم على الحدوتة كما أوضح المهندس والروائي شريف العصفوري: المجموعة لحظة تمرد هاربة من قلب السرد الكلاسيكي وتتفوق على الكتابات المتعارف عليها باتباع إسلوب سردي ينحو نحو منهج الكتابة الحداثية وينتصر للفكرة والفلسفة بعيدًا عن الحواديت المألوفة، كما أوضح العصفوري في مداخلته التحليلية عن اتخاذ النص للعلم والكيمياء متكأ سرديًا ينطلق من خلاله في متوالية قصصية تتخذ من آدم" بطلًا لمعظم القصص، يتحدث عن أن القصة القصيرة هي ابنة الرواية والقصيدة.
ضاربًا نظريات الأدب في معادلات الكيمياء والرياضيات يستنتج "رفيع" ويخلع على نصوصه أساطير لم تحدث بعد حتى إنه يجيء بنظرية أثر الفراشة ومجموعة الكواكب الشمسية في بناء قصصي متماسك يشعر القارئ أنه أمام متوالية قصصية في تشابك يصلح لأن يرتدي ثوبًا جديدًا ويصبح عملًا روائيًا.
وفي مداخلته يشرح الناقد أسامة أمين ريان: أننا أبناء الأسطورة وأن الأساطير أحد مكونات العقل البشري، وما استند عليه العلم من النظرية الداروينية واكتشاف تشارلز دارون الذي عاداه بعض رجال الدين وحراس المعابد الفكرية القديمة والنقد الموجه له يثبت أننا أمام دبابير تسكن العقول وتحارب العلم والنظريات القائمة على العقل والمنطق بضراوة.
ويستطرد ريان: الأسطرة جزء من تفكيرنا الجمعي وهذا ما كتبه رفيع بمكر سردي صنع ضفيرة سردية من العلم والأدب كطرفي مقص.
كما شرح طريقة تناول رفيع للكائنات بشكل عام فهذا الرجل الذي كتب قصة كاملة عن سمكة القرش وتعاطف مع شعورها بالكراهية من بني البشر وإحساسها نحو أبنائها، يملك تصالحًا مع البيئة والكائنات.
اقترب رفيع من المحاذير وتناول المسكوت عنه في محاولة لإحداث فارق يشبه إلقاء مفاجئ لحجر ثقيل في المياه الراكدة لتحريك مياه القصة القصيرة والتمرد المباح على الممنوع واللامباح.
حين سأل سؤالًا شائكًا عن إحساس الإنسان وهل يختلف إحساس البشر بالإله طبقًا للنوع والجنس، بمعنى، هل الذكر يختلف إحساسه بربه عن الأنثى وهل التحول البيولوجي يؤدي لاختلاف عقائدي وأيدولوجي؟
وفي مداخلته استهل الكاتب والمهندس واصف مكرم الله الحديث بالثناء على اختيار الأفكار في قصص المجموعة التي أشار إلى إمكانية تحويلها لنص سينمائي، مشيرًا إلى أن التقطيع السينمائي والكتابة المشهدية حاضرة وبقوة في كل نص بشكل منفرد وأرجع مكرم الله هذا إلى أن رفيع سيناريست مخضرم يسبح في مساحة سردية تصلح للعب في منطقة وسط بين السرد والسينما واللعب مع القارئ وتحويله إلى مشاهد بكتابة ممسرحة لا تعترف بتابوهات.
والتقط المهندس شريف العصفوري طرف الحديث من جديد ليصف كيف أن السرد يحتمل تضمينه مصطلحات علمية ورؤى فلسفية دون أن يشعر القارئ بالملل من ثقل التفكير، فالكاتب المسالم الذي لم يكن يشتبك مع قارئه من قبل يعود ويشتبك معه في محاولة لرفع الوعي وتقديم نص "حمال أوجه" نص مفتوح على كل التأويلات والتفسيرات.
من الجدير بالذكر أن محمد رفيع، روائي وكاتب سيناريو وأديب مصري من مواليد حي الظاهر بالقاهرة في 1972، له عدد من المجموعات القصصية المطبوعة ومن أشهرها "عسل النون، أبهة الماء، في مديح الكائنات، أساطير لم تحدث بعد"، بدايته في الكتابة في أول كتاب مشترك مع صديقين له بعنوان "بوح الأرصفة" ثم تبعه بمجموعة قصصية بعنوان "ابن بحر" وبعدها بسنوات مجموعة قصصية أخرى بعنوان "أُبَّهة الماء" وفي هذه الأثناء كون العديد من الجماعات الأدبية مع أصدقائه الكُتَّاب.
حصل على بكالوريوس علوم الحاسب الآلي من كلية العلوم من جامعة قناة السويس، إلا أنه كان يميل للمسرح فأنشأ فرقة مسرحية مع أصدقائه بالكلية، ثم اتجه للكتابة بعد عدة ورش و ندوات حضرها ودرس بأكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما قسم السيناريو حتى تخرج منها عام 2003.
حصل على جائزة مؤسسة ساويرس الأدبية لأحسن مجموعة قصصية فرع الشباب عن عام 2012 وهي مجموعة "أبهة الماء".
جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية للكويت رشحت مجموعته القصصية عسل النون في قائمتها القصيرة عام 2016.
تم تكريمه بمؤتمر أدباء مصر المقام في محافظة البحر الأحمر وبورشة الزيتون الإبداعية بالقاهرة وفي القصر الأميري بالكويت على منتجه الأدبي بالإضافة إلى العديد من المنتديات الأدبية المصرية، كما تم تكريمه في روسيا في مؤتمر تشيكوف 2019 وحصل على ميدالية المؤتمر الذهبية.
|