القاهرة 24 اكتوبر 2023 الساعة 12:23 م
كتبت: شيماء عبد الناصر حارس
تستعرض مجلة العلم بأعدادها الأسبوعية حكايات العلماء، في باب "الحياة العملية" ويرسل الباحثون والباحثات قصصهم وحكاياتهم، ليس بشكل مقالي، ولكنه أقرب إلى خواطر العلماء، ضمن عددها 6657 الصادر في 4 أغسطس 2023 هناك رسالة من الباحثة "ايمي روبنسون" باحثة الدكتوراه التي تدرس الكيمياء في جامعة دوك، تحكي عن تجربتها الشخصية في الجمع ما بين مجالي (العلم والفن).
تتحدث في رسالتها عن الصورة النمطية لدى الناس وكيف أن الفن لا يجتمع مع العلم، وأنهما مجالين منفصلين، فللعلم لغة وللفن أخرى" لكني أسمع مرات ومرات أن التعبيرات الإبداعية والعلوم لا يلتقيان، حينما استنتجت زميلتي في الغرفة الجامعية باختبار الشخصية أني "النوع المبدع" استنكر باقي أصدقائي بعدم إمكانية هذا الاستنتاج لأني عالمة وبالضرورة لست مبدعة، حينما أخبر الناس بأني أدرس الدكتوراه في الكيمياء، يكون ردهم غالبًا طوال الوقت: "أنا لا استطيع إطلاقا فعل ذلك لأني من النوع الإبداعي".
وكيف أن شخصًا يعتبر نفسه شخصية مبدعة لا يستطيع دراسة العلم أو الجمع ما بين إبداعه والعلوم المجردة، فيما أن العلم كان بالنسبة لها مسرحًا للممارسة الإبداع "كوَّنت وأنا طفلة عملًا فنيًا من خلال طحن قشر البيض وتلوينه ولزقه على القماش، ونفذت تجارب علمية في الرواق الخلفي بالمنزل مع أمي مدرسة العلوم في المدرسة الثانوية، أحببت دروس الكيمياء والبحث العلمي، واحتضنت الطبخ كقدرة إبداعية باستضافة أصدقائي في حفلات العشاء الأسبوعية".
تتحدث روبنسون في الرسالة عن دراستها للكيمياء وأنها أثناء قضاء يوم كامل بالمعمل تشعر أنه ينقصها شيء حتى انتظمت في دروس الفخار، وتحكي أن أحد أقاربها في عيد ميلادها ألقى مزحة عن أنها تحب الفخار أكثر من حبها للكيمياء، ذلك التعليق الذي ظل في عقلها لسنوات حتى بعد التخرج، لكنها ظلت تقاوم كلام الناس والصور النمطية وتخلق الوقت لكي تجمع بين المجالين حرفة الفخار والأعمال الفنية اليدوية ودراستها للكيمياء.
بدأت روبينسون مقالها بالحديث عن النكتة التي ألقاها قريبها في حفل عيد ميلادها الخامس والعشرين ونهته بتذكر هذه النكتة ولكن هذه المرة بتأكيد وتحدٍ، أن هذه النكتة بقدر ما هزتها بقدر ما جعلتها تمارس الفن مع العلم بقصدية وحماس، نهت مقالها بالتنويه: "أصبح الفخار الآن بالنسبة لي طريقة لأجعل عقلي ابداعيًا ويفكر خارج الصندوق، ساعدني على تعلم كيف آخذ قطعة من طين الفخار وأحولها إلى ما لا يمكن تخيله".
|