القاهرة 24 اكتوبر 2023 الساعة 11:45 ص
كتبت: شيماء القرشي
تناول الفنانون القطط بطرق مختلفة، القط يكون محور العمل أو جزءًا منه، القط كحيوان أليف، أو كرمز على حسب ثقافة الفنان ورؤية مجتمعه للقطط، فقد رسم فرانسيسكو جويا "شجار قطط" لوحة زيت على قماش ترجع لعام 1786 وهي معروضة حاليًا في متحف البرادو بمدريد، وهي تصور قطين في وضع شجار عنيف أعلى جدار حجري متهدم، لكي يثبت كل منهما جدارته بإزاحة الآخر والتربع على قمة الجدار، كما "ألهمت" القطط الرسام والفنان الكوري جونج كول لإبداع سلسلة رسومات ولوحات أطلق عليها اسم Mirage Cat أو «القط الشبح»، تصور نساء حسناوات يحملن قططًا يعتبرن امتدادًا لشعورهن الطويلة الجميلة، ورسم الفنان حتى الآن 3 لوحات أكريليك مرسومة على ورق الهانجي (ورق التوت الكوري) المركب على لوح خشبي، تصور نساء يرتدين ثيابًا موشاة ومزينة بالورود، بينما تتخذ خصلات الشعر الشكل المميز للقطط، وكأنه يرى أن المرأة قط والعكس صحيح.
اختلف الاهتمام بالقطط في أعمال الفنانين على حسب اهتمام الفنان بالحيوان، فقد يكون مجرد عمل واحد في مشروعه الفني وقد يكون اهتماما بالحيوان وحبًا حقيقيًا له فيتكرر رسم القط في مشروع الفنان عن اقتناء أو عن مشاهدة رسم الفنانون ليوناردو دافينشي، بابلو بيكاسو، سلفادور دالي، ورينوار، فقد رسم بيكاسو لوحة شهيرة بعنوان قطة تلتهم عصفورًا في عام 1939، بأسلوب المدرسة التكعيبية.
"يبدو أن أكثر السرياليين أحبوا القطط، إذ إن فريدا كالو ومارسيل دوشامب وسالفادور دالي جميعهم من محبي القطط. فلورنس هنري هي من السرياليين الذين أحبت القطط أيضًا،
الرسام هنري ماتيس احتفظ بعدد من القطط في منزله من بينهم كوسي ولي بوس ومينوش اللائي غالبا ما ظهروا في رسماته. اشتهر سالفادور دالي بحبه لعائلة القطط، إذ كان قط الأسلوت الخاص به، بابو، يرافقه أينما ذهب، حتى إن إحدى أشهر صور لدالي هي التي تطير بها بعض قططه.
في هذه الزاوية الخاصة جدًا يأخذنا الفنان إلى رؤية حميمية للقطط، وعلاقتهم بوالدة الفنان التي تطعمهم يقول الفنان: "القطط من أقرب الحيوانات المستأنسة إلى البشر منذ أكثر من سبعة آلاف عام. وتمتلك مكانة خاصة في عدة حضارات مختلفة أهمها الحضارة المصرية القديمة فاعتمد عليها المصري القديم في حراسة الغلال وأيضًا عاشت جنبًا إلى جنب مع ربات البيوت، حتى كبرت تلك العلاقة بمرور الوقت وباتت عادة تتوارثها الأجيال، إلى أن وصلت إلى حد العطف عليها حتى لو كانت قطط الشارع. فأرى أمي دائمًا تقدم لهم الطعام في شارع مجاور لمسكننا (طبق السمك وأوقات أخرى اللبن) حتى أصبحت القطط تتعرف على أمي بمجرد رؤيتهم لها أو مناداتهم، فأراهم يتهافتون على الطعام في صراع لطيف وحركات وأفعال مختلفة. أثارتني مشاهدة هذه القطط لتصويرها فاتخذت أطباق أمي عنصرا أساسيا أعبر به عن الرزق. فمرة طبق به لبن ومرة أخرى الطبق والسمك على مائدة الطعام داخل غرفة مظلمة يتخللها ضوء قوي دائمًا ما أعبر به عن قدوم الأمل والرزق".
القط كائن محبب للإنسان ورغم استخداماته المتعددة في الحياة وفي الفن لا زال صالحًا كتيمة فنية وحياتية، استخدم الفنان القطة بعدة أشكال في لوحاته، فمنها القط نفسه يأكل أو يلعب ومنها تفاصيل تخصه مثل اللبن أو السمك "طعامه يعبر عن وجوده"، لكن الألوان هي الرسالة الأولى في الأعمال وليس القط، الخطوط قليلة والتفاصيل قليلة ومتكررة، هي القط وتفاصيله من طعام أو شراب أو آنية تحوي ذلك، مع خلفية "مربعات متجاورة بألوان مختلفة في كل لوحة"، استخدم الفنان بالتة ألوان هادئة من الأزرق والأسود والأخضر والأحمر وحتى درجة أصفر هادئة ومنطفية، لكنها مريحة في المجمل، فالقط هنا واللوحات لحالة هادئة ومعبرة عن البيت وهدوئه ووداعته والقط إحدى التفاصيل في ذلك البيت الهادئ الوديع مع الأم.
يذكر أن الفنان أحمد حمدي فنان مصري مولود عام 1987 بمدينة إدكو حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة الزمالك قسم التصوير عام 2009 ويعمل في متحف الفنون الجميلة (حسين صبحى) بالإسكندرية، مشارك في الحركة الفنية منذ عام 2012 بصالون الشباب ثم معرض فردي (بدون اسم) بقاعة مجمع متاحف محمود سعيد 2013 شارك أيضًا في أكثر من 20 مشاركة فنية داخل مصر وخارجها فى الفترة من 2019 إلى 2022 منها صالون الشباب ال 37 والمعرض العام دورته ال 41 وال 42 CAIRO ART FAIR دورته الخامسة والسادسة ومعرض فناني الغد دورته السادسة و Marassi Wonder art 2021 ومعرض الطريق إلى المدينة القديمة بقاعة جاليرى الاتحاد بأبو ظبى2021.
له العديد من المقتنيات داخل مصر وخارجها (المملكة العربية السعودية- الولايات المتحدة- اليونان- الإمارات الهند(.
أيضًا له إسهامات في مجال العمارة الإسلامية (تصميم وتنفيذ الواجهات الخاصة بمسجد الفتح بمدينة إدكو فى الفترة من 2017 إلى 2019).
|