القاهرة 15 اكتوبر 2023 الساعة 12:30 م
بقلم: محمد حسن الصيفي
ما أجمل أن نكتب هذه الأيام، نسجل الاحتفالات بأيام النصر القديم والجديد، نُخلّد البطولات، نسمع الكلمات من أفواه الأبطال، نحتفظ بصور الشهداء الأبرار، نفكر، نحلم، نحزن ونتألم..
هذه الأيام هي أيام الحياة والخلود، وليس الموت، الموت للأجساد التي دفعت ضريبتها لتُخلّد، لكن الأرواح باقية، والأطياف حاضرة..
قبل أيام أعاد سفير مصر السابق معصوم مرزوق حلمًا رأه قبل سنتين فيه إشارة للنصر، ومنذ يومين أرسلت إليَّ صديقة فنانة حُلمًا رأته في بداية العام عن نصر يلوح في الأفق يدور عن الأراضي المقدسة!
واليوم استيقظت وقد رأيت أمي تجلس أمام شاشة التلفزيون وكأنها في عمر الشباب بوافر الصحة والعافية تتابع بابتسامة عريضة!
وأنا منذ بداية الأحداث وأنا أبكي، أصرخ دون صوت، أسهر، أكتب بانفجار، بتوتر، بترقب بخوف بقلق وبفخر.. ولكن دون أي شك في النصر، لدي يقين بأنها أيام النصر، نصر يَلُوح، ويُلَوِّح بيديه من بين الأشلاء والدماء والخراب، نصر سيظهر كالمسيح في نهاية المطاف، ليخلص الأرض من هذا الخراب والدمار!
أغلب الأوقات أكره تلك الثرثرة والكتابة الهادرة المجنونة العنيدة، لكنني الآن فخور، أتنفس، أشعر أن لي دور على جبهتي الفيسبوكية، محارب كيبورد أصيل لا يهم من يراه أو يتابعه أو يلقى لتلك الترهات بال.
لكن مهم أنني الآن أعيش، أشعر بوجود الحياة من حولي، رائحة الجدية، الانتماء، الحب، الفخر، الحزن، دورة الحياة التي فقدت معناها منذ زمن بعيد تحت وطأة الهزائم والإحباط، والانكسار تلو الآخر..
الآن ندعو ونبتهل، نتابع، نلهث، نتناقش عن مصير الحرب، عن كيفية دعم المقاومة، نعيد قراءة أمجاد جنودنا البواسل، ومقاومتنا المجيدة على أرض فلسطين..
الآن نتحرر، وإن غدًا لناظره قريب
|