القاهرة 10 اكتوبر 2023 الساعة 03:18 م
كتب: صلاح صيام
جمعت الفنان فريد الأطرش علاقة حب بالملكة ناريمان طليقة الملك فاروق، التي كان يعرفها من قبل زواجها من فاروق وتناول الموسيقار الكبير تفاصيل العلاقة التي جمعته بناريمان بعد طلاقها من فاروق وعودتها إلى مصر في مذكراته التي كتبها ونشرتها مجلة الموعد نهاية الستينيات.
وقال الأطرش في الحلقة 35 من هذه مذكراته المنشورة، إنه عندما قامت ثورة يوليو 1952 لتطهر أرض مصر من الفساد، خرج فاروق من مصر وتطوى صفحة عار لتبدأ صفحة بناء وشرف، وذهبت ناريمان إلى حيث قذفتها الباخرة المصرية على شاطئ روما، وهى تحمل بين يديها ولي العهد ابنها الملك أحمد فؤاد.
وأوضح فريد الأطرش في مذكراته أن فاروق خطف ناريمان من خطيبها المحامي المرموق ليتزوجها، وبعد خروجه من مصر اعتاد أن يرتاد الملاهي الليلية وغرق في الفضائح حتى فرت منه ناريمان وعادت إلى مصر.
وأشار الموسيقار الكبير إلى أنه كان يحلم بناريمان ويراها تتسلق جبل ثم تسقط من فوقه وتقف على قدميها وتجرى.
وبعد عودتها لمصر لم يتردد فريد في زيارة منزل أسرة الملكة السابقة، مشيرا إلى أنه كان يتردد كثيرًا على هذا البيت قبل زواجها من فاروق، وارتقى به هذا البيت كفنان إلى مستوى الملوك والأمراء، ولم يستطع أن يتنكر له بعد أن تحول حاله وأطفئت أنواره، مشيرًا إلى أن الناس وقتها كانوا يتجنبون زيارة هذا البيت، وأن الصحف كتبت عن زيارته هذه لمنزل أسرة ناريمان ولكنه لم يهتم.
وأوضح فريد الأطرش أن ناريمان كانت تعامله ببساطة لأنه لم يكن دخيلا أو ثقيلا على الأسرة، ولم تتردد في أن تطلب منه شيئا، مشيرًا إلى أنها طلبت منه أن ترى فيلم "لحن الخلود" في عرض خاص، وعندما وصل لصالة العرض وجد كل العاملين والمسؤولين في استديو مصر اختفوا خوفًا من أن يقال أنهم استقبلوا الملكة السابقة.
وأكد فريد أن والدة ناريمان كانت تعامله بحفاوة، وكان قلبه يرق لناريمان الحزينة ويتمنى إسعادها، بعد أن اختمرت في ذهنه أن يطرح عليها فكرة الزواج منه.
وقال فريد :"فكرت في أنني ينبغي أن أتزوج فقد جربت المرض في فترات متفاوتة ولم أجد من تضع أناملها على جبيني لتمسح عني الحمى، وأسمهان مضت إلى القبر ولا يوجد من يحنو علي حنوها، خاصة بعد أن اختارت أمي العزلة بعد رحيل ريحانة البيت، وأصبحت الوحدة قاتلة".
وتابع:"ناريمان ملكة سابقة من أسرة كريمة، وأنا فنان مرموق من أسرة لا تقل كرمًا وكرامة، وصعد بي الفن إلى مستوى القصور، وأكسب من عرق جبيني ثلاثين ألف جنيه في العام من ألحاني وأفلامي، في حين كان الملك ينهب من عرق جبين الشعب، وأهل ناريمان يحبوني ويرحبون بي ويسألون عنب دائمًا".
وأضاف:"ما يبدو من ناريمان يقطع بميلها لي وفي لمسات يديها ونظرة عينيها أشعر بناقوس الحب، ولكن سرعان ما يتلاشى ذلك وأظن أن ذلك نتيجة صراع في داخلها".
وفي مذكرات الكاتب والناقد الفني عبد النور خليل الفنية، أشار إلى أن الصحف تناقلت أخبار الزواج المرتقب من الملكة السابقة والفنان فريد الأطرش، ولم يرق هذا لأم ناريمان فأصدرت بيانا تحذر فيه الأطرش من مجرد التفكير في هذا الأمر، وطالبته بمعرفة قدر نفسه ومراعاة الفوارق الاجتماعية.
وحسب «خليل» لم يتحمل الأطرش هذا الهجوم من والدة ناريمان، فرد عليها محاولا توضيح أصله وحسبه ونسبه، قائلا: «إنني أمير من نسل أمراء الدروز.. أبًا عن جد.. بينما ناريمان لم تحصل على صفة الملكة إلا بعد زواجها من الملك، وها أنا أضع كل حسبي ونسبي وثروتي كلها أمامها»، ووفقا لـ«خليل» فإن الملكة خافت من والدتها فرفضت هذا العرض، ما جعله يصاب بذبحة صدرية في يناير 1954، واعتكف عن العمل فترة من الوقت.
وفي عام 1956سألت «أخبار اليوم» المطرب فريد الأطرش عن مدى صحة زواجه من ناريمان 1956 فقال: إن علاقتي بعائلة السيدة ناريمان هي علاقة صداقة أساسها الاحترام والإجلال، أما ما يقال بأنني تقدمت بطلب يد السيدة ناريمان فهو لم يحدث حتى الآن، وأن نظرتي للسيدة ناريمان وعائلتها هي نفس نظرة المواطنين لهم كمواطنين مصريين كرام، وأعتقد أن أساس هذه الإشاعات التي ترددت بصورة لم أتوقعها هو حضور السيدة ناريمان مع جميع أفراد عائلتها إلى ستديو مصر لمشاهدة عرض خاص لفيلمي "لحن حبي"، لأنهم لم يتمكنوا من مشاهدة الفيلم عند عرضه في دور السينما.
وكان السؤال التالي: هل فكرت في أن تتقدم لطلب يد السيدة ناريمان ؟ فقال فريد: كل إنسان يتمنى أن يتزوج من يد سيدة فاضلة تحقق له السعادة، ويبني معها بيتا سعيدًا، ولكنني عندما أفكر في أن أطلب يد سيدة يجب أن أشعر وأتأكد من أنها تشاركني شعوي ورغبتي نفسها .
وهل تعتقد أن السيدة ناريمان تشاركك في هذه الرغبة ؟ فأجاب فريد: لم يخطر ببالي هذا الخاطر إذ إننا لم نتقابل إلا في مناسبات قليلة جدا وعائلية تمامًا، وأضاف أنه يسعده أن يوفقه الله إلى زوجه فاضلة تتوافر فيها الصفات النبيلة التي تتحلى بها السيدة ناريمان.
|