القاهرة 03 اكتوبر 2023 الساعة 12:39 م

كتب: صلاح صيام
خلال حفل زواج الملك حسين، وفي وصلته الثانية غنى فريد الأطرش "أنا وانت لوحدنا"، وقبل أن يغني هذه الوصلة، هتف بحياة الحضور من الملوك والملكات ثلاثًا، فنهض المدعوون وهتفوا معه، واختتم فريد أجمل وأقوى حفلاته الملكية بتقديم أغنيتين هما: "وَيّاك" و "جميل جمال"، وتم الإعلان عن أمر الملك الحسين بالإنعام على نجم الليلة فريد الأطرش بوسام الكوكب من الدرجة الثانية، وذلك على الرغم من أن صحيفة "الأخبار" كانت قد ذكرت في عددها الصادر صباح الأربعاء 20/4/1955م أن ملك الأردن أنعم على كلٍ من الموسيقار فريد الأطرش والأستاذ يوسف وهبي بوسام النهضة من الدرجة الثالثة، وقد صححت "الأخبار" في عدد الخميس 21/4/1955 الخبر.
والسبب في منح فريد الأطرش وسام الكوكب الأرفع برتبة فارس، هو أنه كان من المقرر أن ينعم على الأستاذ فريد الأطرش بوسام النهضة من الدرجة الثالثة، ولكن عندما علم جلالة الملك حسين أن فريدًا قد جازف بالحضور إلى عمان في الطائرة رغم ظروف مرضه وعرّض حياته للخطر، تكرم جلالته فأمر بالإنعام عليه بهذا الوسام الأرفع تقديرًا له على هذا الإخلاص.
وكان المطرب فريد الأطرش قد قدّم في حفلة زفاف الملك الحسين أنجح وأقوى حفلاته الغنائية أمام الحضور، على الرغم من أن وقتًا كبيرًا لم ينقض بعد الأزمة القلبية التي نجا منها بأعجوبة، فإن غناءه في تلك الحفلة -الذي نقلته جميع الإذاعات العربية عن إذاعة الأردن- يمثل أرقى ما بلغه صوته من جمال واتساع وصفاء طوال مسيرته الغنائية.
واختفت تمامًا من أغنياته الخمس في تلك الحفلة مسحة الحزن - اللاشعورية - التي ظهرت علي استحياء في أغنياته التي قدمها قبل الحفلة ثم استفحلت في بعض أغنياته التي ظهرت بعد الحفلة، وانطلق صوته ليخترق الحاجز الصوتي بين فئتي "الباريتون" و"التينور" من أصوات الرجال، وليحلق في مقامات لم تعد الآن وقبل ذلك أصوات تستطيع أن تبلغها.
• من بساط الريح..
وهناك الموال الذي ارتجله فريد الأطرش خلال غنائه لأغنية "نورا" كتحية للملك فيصل الثاني ملك العراق، حيث استعار فريد ذلك الموال من أوبريت أغنية "بساط الريح" وكان نصه في الأوبريت كما يلي: "يا دجلة أنا عطشان ما أقدر أرتوي من حسنك الفتان هذا الكسروي".. فأبدل فريد البيت الثاني في أثناء غنائه في حفلة زفاف الملك الحسين وفي حضور الملك فيصل ليصبح: "يا دجلة أنا عطشان ما أقدر أرتوي من حسنك الفنان هيدا الفيصلي".. وغنى فريد في الوصلة الثالثة- كما روت جريدة الأخبار- أغنية (ويَّاك).
وفى إحدى زياراته لإحياء حفل عيد ميلاد الملك الحسين عام 1964، غنى فريد رائعته المعروفة (مبروك مبروك عقبال مِيَّه) أي مئة سنة، وهي من كلمات فتحى قورة والتى يقول مطلعها: مبروك مبروك عقبال مِيَّه يا حبيب أمتنا العربية يوم هَنَا وسرور مبروك مبروك مكتوب بالنور فى تاريخ الأسرة الهاشمية فرحتنا بتكبر في ميلادك والنصر بيكبر بجهادك وتعيش ونغني بأعيادك والشعب يقول مبروك مبروك مبروك مبروك على طول يا ملكنا يا بطل القومية.
وزيادة في التكريم وَدَّعهُ الملك الحسين بسيارته إلى مطار عمان للعودة إلى القاهرة، بعد أن أمضى أيامًا بضيافة العاهل الأردني. وعندما مرض الملك الحسين فى إحدى السنوات قدم له أغنية أخرى بعنوان "حُسينًا سلامتك"، وفي عام 1970 لحن فريد للمطربة المعروفة دلال الشمالى أغنية تتغنى بالحسين يقول مطلعها: هليت هليت تاجك بين رجالك ساطع حييك بشوق طليت طليت يا بو جناح العنبر طالع لفوق لفوق عرشك دايم صوتك دايم يا أبوعبد الله .
|