القاهرة 02 اكتوبر 2023 الساعة 03:50 م
كتب: مصطفى الهندي
شهد اليوم الثاني من فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثلاثين "دورة الكاتب الكبير أبو العلا السلاموني"، والذي يقام على مسرح روض الفرج، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، من خلال الإدارة العامة للمسرح التابعه للإدارة المركزية للشئون الفنية، تقديم عرضين مسرحيين، الأول هو "المعرض" وأقيم في السادسة مساءً لفرقة نوادي مسرح قصر ثقافة الجيزة، تأليف وإخراج سيف الدين محمد، والثاني بعنوان "مطر صيف" لفرقة مركز الجيزة الثقافي وأقيم في الثامنة مساءً، تأليف الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، دراماتورج محمد سعيد، إخراج أحمد سليمان، وذلك بحضور حشد من المسرحيين والنقاد والفنانين والإعلاميين، وأعضاء لجنتي التحكيم والندوات النقدية.
وتدور أحداث "المعرض" داخل أول معرض فني في التاريخ، حيث يضم صور وأسماء الشخصيات التي تم إضافتها إلى التاريخ، ولكن الحدث الأكبر والفريد من نوعه وهو تعديل الشخصيات التاريخية ووضع شخصيات بدلا منها، وتدور الأحداث في يوم واحد وهو اليوم الذي يسبق افتتاح المعرض، ويقدم العرض لوحات متداخلة، تحمل كل لوحة حكاية درامية مختلفة، ترتبط بشخصية أنثوية في التاريخ القديم أو المعاصر، وتتعرض هذه اللوحات للتشويه من قبل من يقومون بتزوير التاريخ الحقيقي من أجل مصالحهم، والعرض لفرقة نوادي مسرح قصر ثقافة الجيزة، من تأليف وإخراج سيف الدين محمد.
بينما تدور أحداث عرض "مطر صيف" فى منزل بسيط، توجد به زوجة في العشرينات من عمرها، تجرى مكالمة هاتفية نعلم من خلالها أنها تنتظر شيئا ما، وتبدأ بوصف مشاعرها تجاه زوجها الغائب عنها لمدة زمنية طويلة ويتضح مدى حبها له، إلى أن تسمع صوت طرق الباب فإذا به زوجها الغائب قد عاد، ولكنها تكتشف أنه إنسان آلى من مصنع الرجال في المدينة، وهو الأمر المعتاد لكل امرأة تفقد زوجها، وحين تصلها نسخة الزوج المرسلة من المصنع تبدأ بإدخال زوجها الحجرة ويتكرر الموقف ويستمر اللبس حتى النهاية، ولكن لجوء الزوجة إلى الواقع الافتراضي من أجل الحصول على نسخة من زوجها المفقود دفعها إلى الإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية، والتخبط ما بين الواقع الحقيقي والخيال الوهمي، لتصل إلى التيه وعدم الوعي والإدراك. العرض لفرقة مركز الجيزة الثقافي، تأليف الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، دراماتورج محمد سعيد، ومن إخراج أحمد سليمان.
أعقب العرضان الندوة النقدية المخصصة لهما، وأدارها الكاتب سعيد حجاج، وشارك بها المخرج حمدى حسين والناقدة د. داليا همام، حيث أشار "حسين" إلى كيفية تشكل الصورة المسرحية في ذهن صناع العمل المسرحي، واستدعى المخرج في عرض "المعرض" عددًا من الشخصيات النسائية للعرض مثل الواغش وساحرات سالم وأوديب، ومن خلال تلك الشخصيات النسائية نسخ المخرج عرضه.
ثم انتقل إلى عرض "مطر صيف" وفيه كان اختفاء الزوج بمثابة اختفاء للقائد أو السلطة، فيما مثلت الشركة التي تقدم نسخ الأزواج المقلدة رمزًا للأنظمة المفككة، بينما انتقد "حسين" وجود المنضدة طوال فترة العرض في منتصف خشبة المسرح الأمر الذي يشكل عائقا أمام المتفرج يمنعه من رؤية ما يحدث في عمق الخشبة.
أشارث د. داليا همام في حديثها عن عرض "مطر صيف" أن المتلقي الذي لم يقرأ نص الزيدي الأصلي سيكون مشتتًا أمام العرض، حيث يجد نفسه أمام حالات متكررة من الاستعادة والتكرار، ولكن هذا لم يحدث بسبب أداء الممثلين وتمكنهم من تقديم إيقاع منضبط متلائم مع جميع العناصر المسرحية، كما أشادت بالإعداد الموسيقي للعرض.
فيما عقب الكاتب سعيد حجاج على عرض "مطر صيف" مشيرا إلى أن بطلي العمل الحقيقيين هما الإيقاع والإضاءة، خاصة في مشاهد دخول نسخ الزوج.
شهد العرض أعضاء لجنة التحكيم المكونة من د. أحمد مجاهد رئيس اللجنة، د. صبحي السيد، المخرج ناصر عبد المنعم، الموسيقار د. طارق مهران، المخرج عادل حسان، المخرج محمد طايع مقرر اللجنة ومدير المهرجان.
يذكر أن المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثلاثين "دورة الكاتب أبو العلا السلاموني" تنظمه الإدارة العامة للمسرح بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، ويشارك به 27 عرضا لفرق نوادي المسرح بقصور الثقافة، ويصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح يقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.
|