القاهرة 23 سبتمبر 2023 الساعة 03:41 م

كتبت :نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته 39، والتي تحمل اسم الفنان الدكتور أشرف زكي، شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون أولى عروض المهرجان "المحطة" تأليف إسماعيل ابراهيم وإخراج عبد الله صابر وبطولة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية. دارت فكرة العرض الرئيسية حول تيمة الانتظار، حيث اجتمع جميع الأشخاص على محطة الانتظار لتحقيق هدف واحد، وهو وصول وسيلة مواصلاتهم التي لم تأت طيله العرض، وجلس الجميع بالتبادل على تلك المقعد الذى كان يجسد دور عظيم "كرسي الاعتراف"، عدا ذلك الدرويش الذي افترش الأرض ليصمت ويتمتم ويدعي ويردد الأذان؛ وعلى المقعد تسرد مشاعر كل الجالسين ما بين ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ، كاشفة عن دواخلهم، فتتجسد همومهم وأوجاعهم وصراعاتهم واحتجاجاتهم وأعباؤهم ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية ليفرز العرض إبداعًا يحمل روح الشباب في إطار تراجيدي غنائي يتخلله بعض الكوميديا لكسر ملامحه الحزينة، و توجه كل هذه القصص من خلال فتاة جميلة تشبه الحلم تحتضن الجميع وتهون عليهم أوجاعهم.
تنوعت الشخصيات ما بين الدرويش المجذوب الذي نكتشف أنه حبيب ينتظر حبيبته التي لا تأتي أبدا ويظل بالمحطة يستمع للجميع وهو ينتظر قدومها، وزوج وزوجته يجيدون سرد خلافاتهم الزوجية التي تهدد أمان الأسرة، وأب مصاب بآلزهايمر تبحث عنه ابنته لتضمه إليها عندما تكتشف أنه رغم مرضه فهو أمانها الوحيد، وشاب أكمل فترة تدريبه في الجيش وينتظر صديقه في المحطة، وآخر بائع متجول يحمل شهادة جامعية ولن يجد فرصة عمل تناسب دراسته، ومدرس يعاني من تنمر طلابه عليه ونظرة المجتمع له لأنه عمل بجانب عمله بالتدريس عمل آخر لا يناسبه حتة لا يغير مبادئه، وأم وابنها الذي اتجه لتجارة المخدرات ليوفر لها تذكرة الحج.
وتروى مشاكل الأبطال بالتمثيل والمشاهد الحوارية التي يتخللها الغناء وبعض الرقاصات الاستعراضية ليختتم العرض بطرح أسئلة كثيرة دون اجابات .
العرض من تمثيل الطلاب: بسام عبد المنعم داود، ومصطفى عماد، ومحمد محب، ونغم البي، وعبد الرحمن الزيدي، وسهيلة الأنور، وعائشة بسيوني، وعبد الفتاح الديبركي، ومحمد حسن، وعبد الرحمن محسن، وأمنية، والعازفون: محمد سعودى (قانون)، وتوزيع موسيقي وكيبورد أمير وليد، وبلال الحناوي (تشيللو)، وياسين بدر (إيقاع)، ومروان خاطر (عود)، الراقصين: طنوز أسامة، زينة وليد، دينا حمدي، عبد الله ضوي، أحمد خالد، عبد الرحمن حسن تأليف إسماعيل إبراهيم وإخراج عبد الله صابر.
وقال عبد الرحمن الزيدي أحد أبطال العرض متحدثًا عن دوره: عبد الرحمن الزيدي خريج نظم معلومات وطالب بمعهد الفنون المسرحية بدأت العمل بالمسرح عام 2014 بفرقة حرة ثم مسرح الدولة وبعض الفرق الخاصة وقمت أيضًا بإخراج عرضين واتجهت للالتحاق بالمعهد لثقل تلك الموهبة بالدراسة الأكاديمية وأنا سعيد بانضمامي لعرض اليوم والذي تدور أحداثه في إطار 24 ساعة داخل المحطة لنكتشف 11شخصية مختلفة. وتابع: أنا أجسد دور الأب المصاب بالزهايمر والذي تعامله ابنته بطريقة جافة ليس لأنها غير باره به لكن لأنه مثل لها عبئا شديدا وتشعر بالملل والتعب والمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها و في غفوة يترك الاب البيت ويذهب إلى المحطة وتكتشف الابنة ويجن جنونها وتخر ج باحثة عنه ويتشبسث الأب وهو جالس بالمحطة بطفلة رضيعة تركتها امها بالمحطة ويزعم أنه جدها ليشعر بمشاعر الأبوة وذلك قبل أن تعود ابنته إليه وبعد فترة من البحث تعود له ابنته بالنهاية ويشعر أنها تحبه وأنه أمانها وسندها الوحيد رغم مرضه. واستكمل: العرض يتحدث عن الانتظار بشكل عام وأننا مهما انتظرنا لن يتغير بالأمر شيء فكل منا يرى النتيجة برؤيته الخاصة فمنا من يرى بنظرة متفائلة مشرقة وينتظر أملا جديدًا أو العكس لتكن الرسالة الأساسية للعرض لكل منا رؤيته بالحياة وأننا في اختبار كبير ولكل منا رسالة يبحث عنها.
يذكر أن الدورة 39 من مهرجان المسرح العربي يشارك بها ثمانية عروض ، وتقام في الفترة من 20 سبتمبر وحتى 28 سبتمبر ، وتضم تلك الدورة من المهرجان عدة مسابقات وهي: مسابقة العروض ومسابقة التأليف، ومسابقة لوح تشكيلية، ومسابقة مقال نقدي ودعاية.
جدير بالذكر أن رئيس لجنة تحكيم مسابقة العروض هو المخرج خالد جلال، وتضم لجنة التحكيم المخرج معتز التوني، والمخرجة مريم أبو عوف، والمنتج محمد مشيش، والمخرجة مي ممدوح، والمنتج أحمد الجنايني، والدكتور أحمد عبد العزيز، والدكتور حاتم حافظ، والسيناريست أمين جمال، والمخرج أحمد خالد موسى، والمايسترو طارق مهران، والدكتورة عبير فوزي، ولجنة تحكيم مسابقة التأليف الدكتورة ياسمين عبد الحسيب، والناقد إبراهيم الحسيني، والمؤلف محمد فضل.





|