القاهرة 12 سبتمبر 2023 الساعة 03:55 م

كتب: عصام محمد حسين
الاغتراب من أكثر الأمور قسوة على نفس الإنسان سواء اختاره لأسباب مثل كسب العيش أو فرض عليه لأسباب مثل الحروب ، في الغربة يشتاق الإنسان إلى أهله وأحبته وأصدقائه ويفتقد أماكنه التي عرفها طوال عمره ومهما لاقى من أمور حسنة وزادت أمواله فلا يصفو له بال إذا اشتد عليه الحنين كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
كما أن الإنسان حتى وإن كان في الوطن متعسرًا ويعاني يشعر بقيمته في وطنه؛ فهذه أرضه وهو صاحبها وله الحق فيها..لذلك عبرت الأمثال الشعبية عن حال الغربة والغرباء..ومن هذه الأمثال:
*الغربة كُربة.. أي أنها كرب وهم يضيق به صدر الإنسان.
*يا معمر في غير بلدك لا هو لك ولا لولدك..أي أنك مهما حققت في بلد غريبة فمصيرك إلى عودة للوطن وبالتالي كل ما بنيته ليس لك ولا يرثه من بعدك ولد.
ومن الأمثال عن نقص قدر الإنسان وقيمته في الغربة:
*من طلع من داره اتقل مقداره.
* اللي في بلده قنطار في بلاد الغربة وقيّة.
*الغريب أعمى ولو بصير.
لكن هناك أمثال أخرى عبرت عن أن الفقير في الوطن غريب أيضًا وقد تكون الغربة وطنا لمن نَكَرَه وطنه وأهله ومنها:
*الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.
|