القاهرة 12 سبتمبر 2023 الساعة 02:01 م

كتب: صلاح صيام
فور تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية، قام الموسيقار الراحل فريد الأطرش بتهنئته وكتب في سجل الزيارات رسالة موجهة إليه جاء فيها:
"أخي السيد الرئيس أنور السادات ، لقد اختارك الشعب لتتابع حمل شعلة الوطنية والقومية العربية التي وضع أسسها قائدنا الخالد الراحل الباقي الزعيم جمال عبد الناصر، فسر يا حبيبنا على بركة الله ورعايته وتوفيقه حتى تحقق لنا الآمال، ولتتم الرسالة، ونحن من ورائك ندعو لك، ونتابع الطريق بقيادتك حتى النصر المبين والله خير ناصر.. أخوك فريد الأطرش".
وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، شديد الولع بالفنان فريد الأطرش، وأخته أسمهان، فكان يحب الاستماع إلى أغانيهما بشكل كبير، وكان على اتصال دائم مع فريد الأطرش حينما كان يشغل «السادات» منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي العالمي.
وفي أحد المرات خلال حديث الرئيس السادات مع فريد الأطرش، عرض الأخير عوامته على الرئيس الراحل، قائلًا:«عندما يكون هناك زيارات للقادة العرب أو لضيوف مهمين فإن العوامة تحت أمر المؤتمر الإسلامى وضيوفه»، وبالفعل استقبل فيها السادات قادة العرب والضيوف المهمين الذين يأتون إليه فى تلك العوامة وفقًا لرغبة فريد الأطرش.
وقد جسّدت عوامة الموسيقار فريد الأطرش منارة ثقافية فنية حضارية كبرى على ضفاف نهر النيل الخالد الذي وصفه وغنّاه بشكل إعجازي في سمفونية (الربيع) التي صاغها الشاعر الكبير مأمون الشناوي وأبدع لحنها الإعجازي الموسيقار فريد الاطرش وقد لا يعرف كثيرٌ من الناس عن الرئيس السادات مدى حبه وعشقه للفن بشتى أنواعه وأشكاله، حيث كان يبدأ نهاره بأغنيات فريد الأطرش وينهيه بفيلم سينمائي، وكان يفضل سماع صوت أسمهان .
ومن أشهر ما قاله الرئيس السادات: "إنني لا أجد نفسي حقيقة إلا في صحبة الفنانين"، عبارة بالغة الدلالة قالها الرئيس الراحل أنور السادات عندما كان رئيسًا لتحرير جريدة “الجمهورية”، الناطقة باسم مجلس الثورة، وتحديدًا في العدد 705 بتاريخ 28 نوفمبر 1955.
ويعتبر السادات هو أول من قرر تدشين عيد للفن المصري عام 1976، وكرَّم السادات بنفسه العديد من فناني مصر.
وسنلاحظ العلاقة التاريخية التي كانت تجمع الرئيس أنور السادات بالموسيقار فريد الأطرش، والواقع الجميل الذي كان يجمع بينهما، حيث المحبة الخالصة التي تمثّلَتْ في الإعجاب الشديد من الرئيس السادات بصوت الموسيقار فريد الأطرش، وكان يغني له بعض أغانيه في مجالسه الخاصة ويعشق فنّه.
ومن خلال مقابلة متلفزة لها قالت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس السادات حرفيًا:
"في فترة تعرفي على أنور تيقّنت بأنه يحب صوت وموسيقى فريد الأطرش وأخته أسمهان، حتى إنه كان يسمعني دائمًا أغنية من أغاني فريد، ومع اقتراب موعد خطوبتنا غنّى لي أغنية "يا ريتني طير لطير حواليك " وكان صوته حلو….حلو…".
وفي كتاب جميل صدر لمؤلفته السيدة (رقية السادات) ابنة الرئيس أنور السادات بعنوان "ابنَتُهُ"، كتبت حرفيًا أن والدها كان يدندن دائمً أغاني فريد وتولدت صداقة بينهما.
وقالت أخته السيدة سكينة السادات أن أنور السادات كان يعشق فريد، وكان يتقن تقليد الأطرش، وحينما تقدم السادات لجيهان لم يكن يملك مالا فأهدى إليها أغنية فريد الأطرش " ياريتني طير وانا اطير حواليك"، وكان السادات يعشق أفلامه وعلى رأسها "انتصار الشباب".
وقال الموسيقار هاني مهنى، في تصريحات صحفية سابقة: "كنت أذهب للرئيس السادات في القناطر، والمعمورة، ومعي عازف آخر، ويطلب منا عزف ألحان أغنيات فريد الأطرش"، لافتا إلى أن الرئيس الراحل كان يحب أن يتغنى للمطرب الكبير أغنيات "قلبي ومفتاحه" و"جميل جمال".
وأضاف "مهنى" : أن الرئيس السادات كان محبًا لفريد الأطرش وكان يقلده في الغناء، ولهذا طلب منه في أحد حفلات الزفاف التي حضرها الرئيس أن يعزف مقطوعة من أغاني فريد، ووقف السادات ليغني أمام الحضور الذين كانوا من الوزراء ومسئولي الدولة وعائلاتهم.
وتابع مهنى: لم تكن تلك المرة الوحيدة ، فقد استدعاني الرئيس السادات ست مرات تقريبًا، لأعزف له في منزله، وفي استراحته بالقناطر، وكذلك استراحة الضبعة، وكان بصحبته بعض أصدقائه المقربين جدًا وكان يغني لفريد ويقلده بينما أعزف أنا وراءه .
|