القاهرة 29 اغسطس 2023 الساعة 01:10 م

كتب: صلاح صيام
فريد الأطرش هو الفنان العربي الوحيد الحائز على وسام الخلود الفرنسي، وهو الوسام الذي حصل عليه ثلاثة أشخاص في العالم هما بيتهوفن وشوبان وفريد الأطرش، وهو أول من قدم فكرة الفيديو كليب في تاريخ الموسيقى العربية، وأول من استخدم فن الأوبريت في السينما العربية وصاحب أشهر الديوتوهات الغنائية.
كما حاز جائزة أعظم عازف عود في العالم من تركيا عام 1962، وهو الفنان العربي الوحيد المسجل في قائمة الفنانين الخالدين (الموسوعة الفرنسية الانسيكلو بيدي) والوحيد حتى الآن الذي حصل على أكثر من 20 وسامًا وقلادة من مختلف الدول العربية والعالمية).
ويعد الأطرش من الموسيقيين الرواد الذين أدخلوا الآلات الموسيقية الغربية كالأورج - الجيتار - الكلارنيت إلى الموسيقى العربية، كما أنه من المطربين العرب القلائل الذين غنيت ألحانهم من قبل المطربين الغربيين ومنهم داليدا أنريكوماسياس، ماسي، الثلاثي الأمريكي تريو، منها أغاني (ياجميل ياجميل , يازهرة في خيالي , وياك , إياك من حبي ).
عند إعلان وفاته قطع التلفزيون الإنجليزي برامجه ليعلن خبر رحيله، وقدم برنامجًا فوريًا عنه لمدة نصف ساعة ضم حديثًا مصورًا معه و بعضًا من أعماله التي ارتقت إلى العالمية.
من المعروف أن الزعيم جمال عبد الناصر كان دائما ما يسعى لتكريم الفنانين، وخاصة في المناسبات القومية، وكان من ضمن الفنانين الذين جمعتهم صداقة قوية بالزعيم هو الفنان الراحل فريد الأطرش، فقد منحه الرئيس عبد الناصر وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، تقديرا لخدماته للموسيقى العربية، الأمر الذي كان أجمل لحظات حياة فريد التي وصفها بـ"فرحة العمر".
ولا ينسى فريد لحظة أن رن جرس الهاتف في شقته المطلة على النيل ليجد على الطرف الآخر من الهاتف مكتب السيد صلاح الشاهد، كبير الأمناء برئاسة الجمهورية، يبلغه أن الرئيس قرر تكريمه، ويقول فريد بعد ذلك في حواراته: "كانت المفاجأة أكبر من أن يتحملها قلبي فبكيت من الفرحة، وتم تحديد موعد لاستلام وسام الاستحقاق من صلاح الشاهد كبير الأمناء".
ولم يستطع فريد الأطرش أن ينام ليلة سماعه الخبر، قبل أن يذهب لاستلام الوسام في اليوم التالي، فكانت فرحته وامتنانه بلا حدود لهذا التقدير، ولم يعبر عن هذه المشاعر أي شيء غير البكاء.
وعندما ذهب فريد إلى القصر الجمهوري لاستلام الوسام تدفقت مشاعره وهو يقرأ نصه:
"من جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة إلى الموسيقار فريد الأطرش، تقديرا لحميد صفاتكم، وجليل خدماتكم للموسيقى، قد منحناكم وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى".
أمسك فريد بالقلم وحاول التعبير عما يدور في قلبه والمشاعر التي تعتمل في أعماقه، ليكتب في سجل التشريفات:
"سيدي الرئيس.. إن تقديركم النبيل قد جعلني أشعر بأنني قد ولدت من جديد، وأن هذا اليوم المشهود الذي نلت فيه شرف تقديركم وتقدير وطني، لهو يوم خالد في حياتي سوف أعتز وأفخر به ما بقي لي من عمر في هذه الحياة، فلكم كل شكري وامتناني ولوطني الغالي مصر حياتي وكل قطرة في دمي، ووفقكم الله لنصرة وطننا العزيز لترتفع دائمًا راية العروبة شامخة عالية".
وبحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 18 مارس 1970 قال فريد: "لا أدري ما أقول في هذا الموقف المشهود في حياتي، فإنني مهما بذلت من جهد ومهما قدمت من عمل بعد ذلك لن أستطيع التعبير عن امتناني وحبي ومشاعري تجاه الرئيس جمال عبد الناصر، الإنسان العظيم والقائد الحق، وراعي الفنون والثقافة العربية".
|