القاهرة 16 اغسطس 2023 الساعة 10:53 ص

قصة: آنا ماريا ماتوتي - إسبانيا، 1925: 2014
ترجمة: أسامة الزغبي
استيقظ في أحد الصباحات وذهب للبحث عن صديقه، في الناحية الأخرى من السياج. لكن لم يكن الصديق موجودًا، وعندما عاد، قالت له أمه: "مات الصديق. يا بني، لا تفكر به كثيرا وابحث عن آخرين للعب معهم".
جلس الطفل على عتب الباب، واضعا وجهه بين راحتيه وساعديه على ركبيته. " سيعود، فكر. فمن غير المعقول أن يوجد البلي، والسيارة، والمسدس المصنوع من الصفيح، وتلك الساعة التي لا تتحرك، ولا يأتي الصديق للبحث عنهم.
حل المساء، وبه نجمة كبيرة جدا، لم يكن الطفل يريد الدخول للعشاء. "ادخل، يا بني، فالجو برد"، قالت الأم. لكن، بدلا من أن يدخل، نهض الطفل من على عتب الباب وذهب للبحث عن صديقه، ومعه البلي، والسيارة، والمسدس الصفيح، والساعة التي لا تتحرك. ظل يبحث عنه طوال الليل. كانت ليلة طويلة غربت فيها الشمس متأخرا، وملأ التراب ملبسه وحذاءه.
عندما أشرقت الشمس، فرد الطفل، الذي كان يعاني العطش وقلة النوم، ذراعيه، وفكر: "يا لها من غبية وصغيرة تلك الألعاب. وهذه الساعة التي لا تتحرك، لا تفيد في شيء". رماها في البئر، وعاد للمنزل، وهو يتضور من الجوع.
فتحت أمه الباب له، وقالت له: "كمْ كبر هذا الطفل، رباه، كمْ كبر".
ثم اشترت له ملابس جديدة تناسب رجلًا، لأن ملابسه القديمة صغرت عليه.
|