القاهرة 15 اغسطس 2023 الساعة 12:23 م

كتب: صلاح صيام
في مصر كانت ولادته الحقيقية عندما التحق بمعهد الموسيقى، وكان إلى جانب ذلك يعمل ببيع الأقمشة وتوزيع الإعلانات لإعالة الأسرة، حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة، الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته كعازف عود، ثم التحق فريد الأطرش بعد ذلك بفرقة بديعة مصابني مطربًا في كورال الفرقة حتى أقنعها بالغناء منفردًا ونجح في ذلك.
طلب منه الموسيقار مدحت عاصم العزف على العود للإذاعة مرة في الشهر، الطريف أنه تقدم لاختبار الأصوات في الإذاعة مرتين وفشل في المرة الأولى، ثم نجح في المرة الثانية، وسجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) وكانت بدايته الحقيقية. .
كان مريضًا بالقلب وكان يرهق نفسه كثيرًا بالعمل رغم تحذير الأطباء، بينما كان يرى هو في عمله علاجه الوحيد، وكان يعلن على الملأ "إذا أراد الله أن يكرمني فليجعلني أموت على المسرح و أنا أغني"!
فريد الأطرش كان عاشقًا لنادي الزمالك، ومن أكثر الناس تعصبا فى مشاهدة المباريات، ومنعه الأطباء من ممارسة هوايته المفضلة خوفًا عليه، وجمعته مواقف عديدة مع أصدقائه الفنانين بسبب تعصبه الشديد للقلعة البيضاء، فضلا عن دوره الملموس فى إنقاذ الزمالك من الإفلاس.
دائمًا ما تكون هناك مشاكسات بين جمهور "الأهلي" و"الزمالك"، حتى في زمن الفن الجميل، ففي عام 1960، عندما فاز فريق نادى الزمالك على الأهلي، أقام فريد الأطرش احتفالية كبيرة دعا فيها فريقي الأهلي والزمالك، وفى عام 1961 نذرت النجمة اللبنانية صباح أن تقيم حفلا للأهلي إذا فاز.
وفى 12 ديسمبر عام 1961، نشرت مجلة "الكواكب" موضوعًا بعنوان "صباح تحتفل بالأجوال الثلاثة"، حيث وفت النجمة بنذرها وأقامت حفلا كبيرًا بعد فوز الأهلى، دعت إليه عددًا من النجوم أنصار الناديين، وكان على رأس النجوم الأهلاوية عبد الحليم حافظ والمخرج عز الدين ذو الفقار وصالح سليم، ومن أنصار الزمالك الفنان فريد الأطرش والفنان صلاح ذو الفقار، وظل العندليب يغنى احتفالا بفوز الأهلى، وهناك صورة يرفع خلالها عبد الحليم حافظ 3 أصابع، فى إشارة إلى الأهداف الـ3 التي فاز بها الأهلي على الزمالك، وكان من المقرر أن يغني "مغرور"، وغيّر كلمات أغنية "يا حلاوتك يا جمالك" للفنانة فايزة أحمد، التى لحنها "الأطرش" إلى "يا خيبتك يا زمالك.. يا خيبتك الأويّة.. كان مالي بس ومالك.. راح أبقى أهلويّة".
وقال فريد الأطرش، في نهاية الحفل، "تعرضت لموقف محرج لأول مرة في حياتي بسبب نادي الزمالك، وسأفكر في تشجيع الأهلي الفترة المقبلة"
ودخل صالح سليم رئيس الأهلي الأسبق في خلاف شديد مع الأطرش الذي يعد من أكثر المشجعين لنادي الزمالك، وضرب أروع الأمثلة في مساندة القلعة البيضاء أثناء أزماتها المالية، إذ قام بإحياء عدة حفلات داخل النادي وتبرع بكامل إيرادها لاستكمال منشآت النادي، مثل تشييد المبنى الاجتماعي وتجديد مدرجات النادي بعدما عصفت بالنادي أزمة كبيرة بعد تأميم ممتلكات النادي، فما كان من فريد الأطرش إلا أن قام بتكريس فنه وشخصه لخدمة النادي.
وفي شهر مارس عام 1966، تعرض نادي الزمالك لضائقة مالية شديدة، فعلم فريد الأطرش بها، فحضر إلى النادي، والتقى اللواء حسين لبيب مدير عام النادي، في ذلك الوقت، وأبلغه بوقوفه بجانب النادي في ظروفه الصعبة، هو وفرقته الموسيقية، دون أي مقابل، وخلال أسبوعين من لقائه مدير عام النادي، أحيا فريد الأطرش حفلا في سرادق كبير شيده عرابي وكيل الفنانين بملعب كرة القدم، حقق دخلا للنادي بلغ نحو 100 ألف جنيه، في ذلك الوقت، ورفض فريد وفرقته تقاضى أي مبلغ مالي.
رحم الله ملك العود الفنان فريد الأطرش.
|