القاهرة 15 اغسطس 2023 الساعة 12:21 م

كتبت: نضال ممدوح
من القائد الشاب طارق بن زياد مرورًا بـ عبد الرحمن الداخل أو كما يسمي في الأدبيات الإسلامية بـ "صقر قريش"، وصولًا إلي الأمير الملقب بـ "عبد الله الصغير" الذي أضاع دولة الأندلس، فبكي وما زال التاريخ يحمل مقولة أمه له: "نعم، ابكِ كالنساءِ ملكًا لم تدافع عنه كالرجال"، لتنفرط حبات عقد المسبحة الأندلسي، وتبدأ نهاية الوجود العربي الإسلامي في الأندلس.
وقد تناول الأدب الروائي نزيف الجرح الأندلسي في العديد من الروايات، وربما تعد رواية الكاتب جورجي زيدان، والمعنونة بـ "فتح الأندلس"، والمنشورة للمرة الأولى في العام 1903، أول رواية تتناول هذا الموضوع.
وفي هذا التقرير نستعرض لكم أشهر الروايات الأدبية التي تناولت الوجود العربي في الأندلس، وكيف ساهم ملوك الطوائف في الانشقاقات والنزاعات التي أصابت حكام الأندلس مما أدى في نهاية الأمر إلى خروجهم منها للأبد. ضمن ترشيحات مصر المحروسة للقراءة خلال الإجازة الصيفية.
1- رواية "الموريسكي" للكاتب المغربي حسن أوريد
نشرت الرواية للمرة الأولى في العام 2011، وتتناول الرواية حكاية خروج الموريسكيين من الأندلس هربًا من محاكم التفتيش والإجراءات الإرهابية التي فرضتها على بقايا المسلمين والعرب في الأندلس، من خلال شخصية "حسن الوزان" بطل الرواية، وما قاساه في رحلته حتى وصل إلى المغرب، ليبدأ طريقه في بكاء أطلال مجد الأندلس الزائل.
2-رواية "ربيع قرطبة"
والرواية أيضًا للكاتب المغربي حسن أوريد، وصدرت في العام 2017. وهذه المرة تتناول العصر الذهبي للأندلس، فترة الازدهار ما بين حكمي الخليفتين عبد الرحمن الناصر مؤسس الخلافة الأموية بالأندلس متخدًا قرطبة عاصمة له، وابنه الحَكم بن عبد الرحمن الملقب بالمستنصر بالله.
يروي الكاتب على لسان الخلفية الحَكم المستنصر بالله، سيرة حياته منذ طفولته، وهو على فراش الموت. فيقف على أهم الأحداث الشخصية والسياسية؛ على أمجاده وأخطائه، والصعوبات التي واجهته طيلة فترة خلافته.
3- رواية "ولا غالب"
من تأليف الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي، وصدرت عام 2020. وفيها يفكك "الحمادي" الأساطير المؤسسة للتاريخ العربي الإسلامي? كونه المطلق في الكمال والمثالية في عنفوان القوة وسيادة العالم وكيف كان وكنا وكيف أصبحنا. يفكك هذه المظلوميات عن من شردوا وأُجبروا على تغيير عقيدتهم? فإذا نظرنا للأمر بهذه الطريقة بشكل معكوس لنواجه الحقيقة: أو لم يكن هذا ما قامت به ما تسمي الفتوحات العربية الإسلامية. ومن يتباكون على المساجد التي تحولت مع سقوط الأندلس إلى كنائس? ألم تتحول كنيسة مثل "آيا صوفيا" إلى مسجد على سبيل المثال? وهي الحقيقة التي يصدم بها "المؤرخ" الإسباني في أحد حواراته مع الطبيب? مشيرًا إلي أننا العرب المسلمين: "التاريخ هو حشيشكم الحلال"
4- رواية "الموريسكي الأخير"
والرواية صدرت عن الدار المصرية اللبنانية عام 2015، للروائي المصري صبحي موسي، والتي يتناول فيها أحوال المسلمين الذين ظلوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة، والذين اضطروا إلى التظاهر بدخول المسيحية بعد صدور قرار من قبل الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا وفرناندو بتنصير كل من على أرض المملكة، وحرق كل الكتب العربية ومنع ارتداء الزي العربي أو التحدث باللغة العربية أو حمل ألقاب أو أسماء عربية.
وتعكس الرواية تلك الحقبة التي أصبحت فيها المواطنة ببلاد الأندلس على أساس ديني كاثوليكي، وبدأت محاكم التفتيش في مطاردة كل من تشك في كونه ليس مسيحيا مخلصًا ليدخل إلى معاقل التعذيب ومصادرة الأرض والأموال، وربما مواجهة الموت حرقًا.
5- رواية "حصن التراب" حكاية عائلة موريسكية
والرواية من تأليف الكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف، وصدرت في طبعتها الأولي عن دار العين للنشر عام 2017.
تتبع الرواية من خلال عائلة "محمد دي مولينا"، واحدة من أكثر المآسي الإنسانية التي لا يمكن نسيانها: محاكم التفتيش الإسبانية وتهجير الموريسكيين من الأندلس. وكيف فرض عليهم أن يختاروا ما بين التخلي عن دينهم أو التهجير، ثم لم يسلموا من المقاصل والتعذيب، ثم لم يسلموا من الطرد بذريعة أنهم عرب ومسلمون، ثم نُبِذوا في الأرض الجديدة بذريعة أنهم مسيحيون إسبانيون.
|