القاهرة 09 اغسطس 2023 الساعة 01:28 م

بقلم: أحمد محمد صلاح
يقسم العالم والمفكر "تسلر" كتابات قدماء المؤرخين إلى ثلاثة أقسام أوردها الدكتور أحمد فؤاد الأهواني في كتابه فجر الفلسفة اليونانية، فيقول الأهواني أنها: "كتابات تختص بالآراء، وأخرى تختص بالسيرة وأخبار الفلاسفة، وثالثة تستمد من المدارس الفلسفية.
وهو أي "تسلر" يجعل في القسم الأول ثاوفراسطس، وبزيدونيوس الرواقي، وأبتيوس، وستوبايوس، وفي القسم الثاني أرستكسينوس، وفلاسفة مدرسة الإسكندرية، وديوجينيس لايرتوس، وهرميبوس، وفرفريوس الصوري، وباميلخيخوس، وفي القسم الثالث كليتوماخس من الأكاديمية، وأريوس الرواقي، وستيون السكندري، ثم فيلوديموس وديقلوس الذي أخذ عنه ديوجين لايرتوس.
إن البحث في سير هؤلاء الفلاسفة سالفو الذكر، سيجعلنا نحدد بالضبط لماذا قسمهم "تسلر" بهذا الشكل، فالملاحظ مثلا أن ثاوفراسطس كان من الرعيل الأول من هؤلاء الذين كانوا يكتبون الفلسفة ويدونون كل العلوم التي يقعون عليها، لقد كان هذا الفيلسوف عالم نبات وفلك وهندسة وغيرها، ألف مجلدًا ضخمًا عن كل العلوم من الحب إلى الحرب حتى أنه كتب عن المرأة أيضًا، وكل قسم من هذه الأقسام لا بد أن يفند بطريقة علمية، حيث إن هذا المضمار مهم لمعرفة أسس الفلسفة.
وقد عرض "برنت" بشكل أوسع لمشكلة المصادر في كتابه عن "فجر الفلسفة الإغريقية" فبدأ بالفلاسفة الذين يعدون مؤرخين لمن قبلهم، مثل أفلاطون الذي يشير في بعض الأحيان إلى السابقين فيجلو آراءهم بروح المؤرخ الصادق، مع أنه قد يتبع أسلوب التهكم والسخرية.
وفي بحثنا حول المدارس الفلسفية، كانت المدارس البحثية مختلفة، فقد حدد البعض تلك المدارس بعدد من أسمائها من: المدرسة الفيثاغورية، الأكاديمية، المشائية، الرواق والحديقة، مدرسة الإسكندرية، مدرسة أفلوطين، ومدرسة جنديسابور، بالإضافة إلى مدارس الفلسفة الإسلامية، ومنهم من حددها على نحو آخر فكانت المدارس: صغار السقراطيين، أبيقورس، الرواقية، الشكاك، الأفلاطونية الجديدة.
بالطبع في الفصول القادمة سنفند كل مدرسة، ولكن في البداية لابد وأن نلاحظ أن المدرسة الفلسفية قد تكون نفس المدرسة في ذهن الباحث ولكن بمسمى آخر في ذهن باحث آخر، لذلك لا يخدعنا الاسم المختلف، أو التعدد في الأسماء، كل المسألة أن المفهوم واحد ولكن الاسم تغير.
|