القاهرة 01 اغسطس 2023 الساعة 11:08 ص

قلم: إنچي مطاوع
كانت امرأة بشوش الوجه، تملك من المحبة والصفاء ما يكفي العالم، حينها توهمتها تعيش على خطأ فكري بخصوص عمرها الزمني، الآن قررت حب الرمادي؛ فهو عنوان كل ما تطاله عيني، خسئتم..
ألوان بائسة التأثير، فقيرة البهجة، بغيضة الفرحة.
تلك النخلة الباسقة في غطرسة، المرح سعفها، المنطلق رطبها، كما تراها عيون الحساد، تعاني الوحدة.
غرسها زارعها وسط خاصة النسيان وهاجر نحو شجر الكرز، شغف بلونها البراق وشقاوة سنها، تركها لريح الفقد يضرب جذرها بسياطه، تركها هشة؛ لا هي ساقين يخوضان برك الدنيا فيسطع نجمها وتلد بلحات تقوي عودها في مواجهة قلوب خاوية، ولا هي سوط يبرق في وجه كوابيس تتكالب على افتراسها ترعبها فيجرفها المد إلى جزر تنسفها بلا أمل في إعادة بعث.
تلك النخلة الشامخة مجرد منظر يتراءى كسراب، مجرد شرك يُغري التائه في صحرائه بأمل كذوب عاقر.
منذ سنوات كنت أحب أن تكون ملابسي ذات ألوان وقورة، محدبة البهجة، بقيت هكذا حتى أزهر شبابي، ثم قررت التمرد كي لا أكون مثل سيدة عاشقة لكل لون، لا يهمها إن كان هادِئا، صارخًا، حياديًا.. إلخ؛ عندما يحل خريفي..
حرب خفية
هؤلاء المستهترون بنقاط ضعفك، المستمتعون باجتياز بوابات صمتك، المستبيحون لأوجاع وجراح وشمت بالنار روحك، العابثون بحبال صبرك واستهانتك بكل ما سيأتي، المضعضعون لأفكار لامبالاتك المقوية لذاتك.
هؤلاء المقتربون بدحلبة حرباء تَّدعي النعومة، فقط لإسقاط أسوار مناعتك في مواجهة الحياة ببرود وغطرسة جهل وغباء.
أيها البغيضون المقززون عليكم لعنة تسخطكم رمالا لمراحيض الجحيم الأبدي.
نحارب في معارك ليست لنا، حرب بلا طائل؛ بل لها هدف هو إرضاء من سبقونا في الحياة، من أضاعوا سنوات العمر لإرضاء من سبقوهم عمرًا؛ فظنوا أننا امتداد آمالهم وأعمارهم لا امتداد ذكرهم الطيب وعبير أخلاقهم، نضيع كما ضاعوا، نشيخ قبل سكب فرحة مستحقة داخل القلب الثكل في أحلامه.
نحارب لنحقق ما يرضيهم، أما نحن..
فلا أهمية لرغبتنا في أن نحيا حياة هادئة، لكنني أثق أن يومًا سنجد ما نصوغه لتحقيق ما ضيعناه؛ فداء تراب تمنوا تحويله إلى ذهب.
|