القاهرة 20 يونيو 2023 الساعة 01:53 م

كتبت: سماح عبد السلام
تعد الفنانة التشكيلية هند الفلافلي، أستاذ الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان إحدى أبرز الفنانات اللائي برعن في التعامل مع الأنثى كثيمة فنية غنية في التعبير.
عبر معارض "الفلافلي" الفردية والتي تجاوزت خمسة عشر معرضًا فرديًا، ومنها "صمت الأوتار، تباين، تأملات، تكوين، الجمال الخفي، عطاء" وغيرها، بخلاف مشاركتها الجماعية داخل وخارج مصر، استطاعت أن تلتقط بريشتها المشاعر الأنثوية المتباينة للمرأة لتجسدها في لوحات تنبض بكثير من التأملات، وتكشف عن مزيد من الخفايا لحواء، باختلاف تعبيراتها وحركاتها كي تمثل واقع الحياة المتغير والمستمر عن طريق لغة الجسد، التي تشكل عنصرا أساسيا في أعمالها وآثارها على الموقف الانفعالي، وتؤكد على تلك التقنية باللون والتكوين وخطوط واتجاهات الأقلام الرصاص.
وعلى الرغم من اتجاه الكثير من أبناء جيلها إلى الاتجاهات الحديثة في الفن ألا أن "الفلافلي" اعتمدت في لوحاتها الأولى على سرد الحياة البسيطة بشكل كلاسيكي واقعي تدمج خلاله بين الرسم والتصوير، لإظهار معاناة البشر اليومية التي تخفي بداخلهم آمالهم المكبوتة، والتي أرادت أن تعبر عنها في مجتمع شرق أوسطي، وفي البداية استطاعت أن تعبر عن حالات جماعية أو فردية من المجتمع المصري الذي ننتمي إليه، والذي يشمل رسم وتصوير أشخاص ومناظر من الطبيعة تستوحي روح الإنسان، ودلائل وجوده في المكان.
وقد تطور التكوين في أعمالها من التكوين الكلي الذي يعتمد على مجموعة من مفردات، إلى تكوين جزئي أقل بساطة وأكثر تأثيرا وعمقا، لدراسة حالات فردية لأشخاص يعيشون في مجتمع، وخاصة بالطبع المرأة التي شكلت عنصرا أساسيا في أعمالها، ثم تطور أسلوبها الفني من كلاسيكي واقعي إلى تعبيري رمزي يحمل سمات مميزة.
لا تفضل "الفلافلي" الوقوف عند حد معين ولكنها تسعى لتطوير ذاتها، صحيح أنها تقدم أعمالا كلاسيكية ولكنها تحمل إضافة، وعلى سبيل المثال بمعرض "الجمال الخفي"، نجدها وقد أدخلت فيه اللونين الأبيض والأسود وعملت بالألوان بديلا عن القلم الرصاص، وأدخلت اللون الذهبي ورمز الفراشة، ابتعدت عن الشيء المرئي الواضح للرمزي حتى تنأى بنفسها عن النمطية والتكرار.

|