القاهرة 07 يونيو 2023 الساعة 06:48 م

كتبت: إنجي عبد المنعم
• أنور مغيث: ما زالت العلوم الإنسانية تواجه عواقب في الترجمة.
أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة "الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية"، والتي نظمتها لجنة الترجمة بالمجلس، وفي مستهل الندوة أكد الدكتور أنور مغيث مقرر لجنة الترجمة، على أن هناك عدم توازن بين الترجمة من وإلى العربية، وقال بينما نترجم في العام ما يقرب من 50 كتابا من لغات أجنبية إلى اللغة العربية، نترجم كتابا أو كتابين من العربية إلى لغة أجنبية ربما يرجع ذلك لأن اللغة المستقبلة هي التي تحدد ما يحتاج القراء إلى ترجمته، ورغم كل الجهود التي تبذل في العلوم الإنسانية إلا إننا لازلنا غير قادرين على ملاحقة التقدم في هذه العلوم لدى الكثير من الدول.
وأوضح "مغيث" أن الكثير من الدول تتبع سياسات التحفيز للدفع بالترجمة، حتى الدول التي تبدو في غير احتياج لترجمة إصداراتها، أيضا تضع ميزانيات لترجمة أعمالها فتكون مثلا هناك منحة لأي ناشر يقوم بترجمة الكتب إلى لغات أخرى.
وأشار أن هناك بعض الترجمات الحديثة في الأدب من اللغة العربية خصوصا بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، لكن ما زالت العلوم الإنسانية تواجه عواقب في الترجمة بسبب تأخرها عن كثير من الدول.
وقالت الدكتورة رانده صبري أستاذ اللغة الفرنسية بكلية الآداب بجامعة القاهرة: مارست الترجمة عن طريق الصدفة فأنا حتى سنة 2000 كنت تخصص نقد الأدب وكنت أهتم بالأدب الفرنسي والعالمي، ولم أهتم بالأدب العربي إلى أن قرأت "حديث عيسى بن هشام" وانبهرت بنقده واطلعت على حقبة زمنية لم أكن أعرفها جيداً وهي حقبة الخديو عباس الثاني، وأبهرتني الواقعية وأيضا الفكاهة بالكتاب مثلما جذبتني حيوية الصياغة وكل هذا يأخذ شكلا بلاغيا، فقررت إشراك القارئ الفرنسي في المتعة التي شعرت بها في هذا الكتاب، وجاءت التعليقات بعد النشر شديدة الحماس، وقررت وزارة التعليم العالي بفرنسا تدريس الكتاب في دبلومة اللغة العربية في تخصص اللغة العربية وآدابها، وتمت دعوتي من السوربون لإلقاء مجموعة محاضرات في أعقاب هذه الترجمة الأولى ومن وقتها بدأت مرحلة جديدة في مشروع الترجمة.
وأكدت عبير مجاهد مدير مكتبة المركز الثقافي الألماني "معهد جوتة"، أن معهد جوته ومنذ 49 عاما قدم آلاف الإصدارات ولم نشترط على الناشر جدية العمل، وأكدت على أهمية الترجمة وقالت: إنه حتى الدول الغنية تهتم بمد ثقافتها لكل أنحاء العالم وتدعم الترجمة، وأضافت أن الترجمة بشكل عام في الوطن العربى لا تزيد عن عدد ليس بالكثير سنويا، لأن الناشر يحتاج لدعم، وفي ألمانيا مثلا تظهر سنويا آلاف الكتب المترجمة.
وأضافت بأننا لدينا منصة ترشح سنويا 15 كتابا للناشرين، تضم لجنة مكونة من أساتذة من المصريين، وقد تحمس الأوروبيون للفكرة ودعموها، والأعمال التى تم ترشيحها فعلا حصلت على جوائز، لكن لا زالت مشكلة التمويل قائمة، واختتمت كلمتها بأنها تتمنى وجود مشروع لترجمة الأعمال العربية لمختلف لغات العالم.
وقال عمر بن داود طالب ماجستير بجامعة الدراسات الدولية بشيان بالصين وكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة: تأسست جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، وأصبحت حركة الترجمة تحت رعاية الحكومة، فتطورت تطورات سريعة، فقد كانت تسعى إلى خدمة السياسة فبدأت حركة الترجمة من العربية ألى الصينية، وقد دخلت حركة الترجمة من العربية إلى الصينية مرحلة الكمال النسبي مع دخول القرن الواحد والعشرين، وأوضح أن ظهور حركة الترجمة من العربية إلى الصينية يرتبط ارتباطا قويا بتطور الإسلام فى الصين وقد بدأت مع مرحلة تفسير الإسلام بالكونفوشيوسية.
واستكمل: الفلسفة الإسلامية الصينية أثرت على حركة الترجمة في هؤلاء العلماء فكانوا يستشهدون بآيات قرآنية يكتبوها بالصينية، ومن هنا كانت بداية ترجمة الآيات القرآنية.
وقالت الدكتورة وفاء رؤوف أستاذ الأدب الإيطالي الحديث والمعاصر بجامعة حلوان: موضوع الترجمة من البداية مثيرا للاهتمام، حيث إن الترجمة تعد جسرا للتواصل وتبادل الحضارات والثقافات، وأضافت أن الغرب يهتم بالترجمة لأسباب سياسية وأيضا للحصول على الجوائز وهذا أيضا يندرج تحت تصنيف الأسباب السياسية، واستطردت: الاهتمام بترجمة العلوم العربية كانت موجودة في مرحلة بعيدة، لكن الآن نجد صعوبة في اللحاق بالغرب حيث أن العلوم لديهم متطورة جدا، لكن يظل الفكر العربي يستحق عن جدارة أن يترجم إلى جميع اللغات.
|